الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم معنى يخادعون الله أي يخادعون نبي الله بما يظهرونه من الإيمان ويبطنونه من الكفر ، فصار خداعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم خداعا لله عز وجل. وهو خادعهم يعني الله تعالى ، وفيه ثلاثة أوجه: أحدها: يعني يعاقبهم على خداعهم ، فسمى الجزاء على الفعل باسمه. والثاني: أنه أمر فيهم بأمر المختدع لهم بما أمر به من قبول إيمانهم وإن علم ما يبطنون من كفرهم. والثالث: ما يعطيهم في الآخرة من النور الذي يمشون به مع المؤمنين ، فإذا جاؤوا إلى الصراط طفئ نورهم ، فتلك خديعة الله إياهم. وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يحتمل قولين: أحدهما: متثاقلين. والثاني: مقصرين. يراءون الناس يعني أنهم يقصدون بما يفعلونه من البر رياء الناس دون طاعة الله تعالى. ولا يذكرون الله إلا قليلا فيه قولان: أحدهما: الرياء ، لأنه لا يكون إلا ذكرا حقيرا ، وهو قول قتادة. [ ص: 539 ]

                                                                                                                                                                                                                                        والثاني: يسيرا لاقتصاره على ما يظهر من التكبير دون ما يخفي من القراءة والتسبيح ، وإنما قل من أجل اعتقادهم لا من قلة ذكرهم. قال الحسن: لأنه كان لغير الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية