الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        106 - الحديث الثاني : عن عبد الله بن بحينة - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - { أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم الظهر فقام في الركعتين الأوليين ، ولم يجلس . فقام الناس معه ، حتى إذا قضى الصلاة ، وانتظر الناس تسليمه : كبر وهو جالس . فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم } .

                                        التالي السابق


                                        الكلام عليه من وجوه .

                                        الأول : فيه دليل على السجود قبل السلام عند النقص . فإنه نقص من هذه الصلاة : الجلوس الأوسط وتشهده . [ ص: 283 ] الثاني : فيه دليل على أن هذا الجلوس غير واجب - أعني الأول - من حيث إنه جبر بالسجود ، ولا يجبر الواجب إلا بتداركه وفعله . وكذلك فيه دليل على عدم وجوب التشهد الأول .



                                        الثالث : فيه دليل على عدم تكرار السجود عند تكرار السهو . لأنه قد ترك الجلوس الأول والتشهد معا . واكتفى لهما بسجدتين . هذا إذا ثبت أن ترك التشهد الأول بمفرده موجب .

                                        الرابع : فيه دليل على متابعة الإمام عند القيام عن هذا الجلوس . وهذا لا إشكال فيه ، على قول من يقول : إن الجلوس الأول سنة ، فإن ترك السنة للإتيان بالواجب ، ومتابعة الإمام واجبة .

                                        الخامس : إن استدل به على أن ترك التشهد الأول بمفرده موجب لسجود السهو فيه . ففيه نظر ، من حيث إن المتيقن السجود عند هذا القيام عن الجلوس . وجاء من ضرورة ذلك : ترك التشهد فيه ، فلا يتيقن أن الحكم يترتب على ترك التشهد الأول فقط ، لاحتمال أن يكون مرتبا على ترك الجلوس . وجاء هذا من الضرورة الوجودية .




                                        الخدمات العلمية