الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          باب ميراث الحمل .

                                                                                                                          الحمل بفتح الحاء ما في بطن الحبلى ، ومصدر حمل الشيء ، والحمل بالكسر ما حمل على ظهر أو رأس ، وفي حمل الشجرة وجهان ، حكاهما ابن [ ص: 307 ] دريد ، ويقال امرأة حامل وحاملة ، إذا كانت حبلى ، فإذا حملت شيئا على رأسها أو ظهرها فهي حاملة لا غير .

                                                                                                                          " وإذا استهل المولود صارخا "

                                                                                                                          قال الجوهري وغيره من أهل اللغة : استهل المولود إذا صاح عند الولادة ، وقال القاضي عياض : استهل المولود رفع صوته ، فكل شيء رفع صوته فقد استهل ، وبه سمي الهلال هلالا لرفع الناس أصواتهم عند رؤيته ، والإهلال بالحج رفع الصوت بالتلبية ، وحكى في المغني في الاستهلال المقتضي الميراث ثلاث روايات .

                                                                                                                          " إحداها أنه الصراخ خاصة "

                                                                                                                          الثانية : إذا صاح أو عطس أو بكى .

                                                                                                                          والثالثة : أن تعلم حياته بصوت أو حركة أو رضاع أو غيره ، فلو قال المصنف - رحمه الله تعالى - : وإذا استهل المولود ورث ، كما قال في الكافي لكان أولى ، فإنه قال في الكافي ، وإن وضعته فاستهل ، ثم قال : وهو الصوت ، فقوله : في المقنع صارخا حال مؤكدة ، كقوله تعالى : ولا تعثوا في الأرض مفسدين [ البقرة : 60 ] .

                                                                                                                          " وورث "

                                                                                                                          بضم الواو وتخفيف الراء ، ولا يجوز تشديدها لفوات الدلالة على كونه موروثا ، وتكرير كونه وارثا .

                                                                                                                          " وفي معناه العطاس "

                                                                                                                          العطاس مصدر عطس يعطس ويعطس بضم الطاء وكسرها ، قال ابن القطاع وصاحب المحيط فيه : عطس عطسا ، فإذا كثر عطاسا ؛ لأنه حينئذ يصير داء ، كالزكام والسلال ، فلو قال : وفي معناه العطس لكان أولى .

                                                                                                                          " الاختلاج "

                                                                                                                          الاضطراب يقال اختلجت عينه إذا اضطربت .

                                                                                                                          " فاستهل أحدهما وأشكل أقرع بينهما "

                                                                                                                          أطلق العبارة : ولا يقرع بينهما [ ص: 308 ] إذا كانا ذكرين ولا إذا كانا أنثيين ولا ذكرا وأنثى أخوين لأم ، ويقرع فيما سوى ذلك . والله أعلم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية