الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          باب القذف .

                                                                                                                          أصل القدف : رمي الشيء بقوة ، ثم استعمل في الرمي بالزنا ونحوه من [ ص: 372 ] المكروهات . يقال : قذف يقذف قذفا ، فهو قاذف ، وجمعه : قذاف ، وقذفة . كفساق وفسقة ، وكفار وكفرة .

                                                                                                                          " أو استفاض زناها " .

                                                                                                                          استفاض : استفعل ، من فاض الخبر يفيض : إذا شاع وانتشر في الناس فهو مستفيض ، ولا يقال : مستفاض ، إلا على لغة قليلة .

                                                                                                                          " يعرف بالفجور " .

                                                                                                                          الفجور : مصدر فجر يفجر فجورا : إذا انبعث في المعاصي والمحارم .

                                                                                                                          " يا عاهر " .

                                                                                                                          العاهر : اسم فاعل من عهر : إذا أتى المرأة ليلا ، للفجور بها ، ثم غلب ، فصار العاهر : الزاني مطلقا ، وقال السعدي : عهر بها عهرا : فجر بها ليلا .

                                                                                                                          " أو يا معفوج " .

                                                                                                                          المعفوج : مفعول ، من عفج ، بمعنى : نكح ، فكأنه بمعنى منكوح ، أي : موطوء ، ونص الإمام أحمد على وجوب الحد بذلك .

                                                                                                                          " زنأت في الجبل " .

                                                                                                                          زنأ بالهمز ، بمعنى صعد ، وبمعنى ضيق ، وبمعنى : ضاق ، وبمعنى : قصر ، وبمعنى : لصق ، وبمعنى : لجأ .

                                                                                                                          " فضحته " .

                                                                                                                          قال الجوهري : فضحه فافتضح : إذا انكشفت مساويه .

                                                                                                                          " نكست رأسه " .

                                                                                                                          أي : قلبته ، وطأطأته ، قاله الجوهري .

                                                                                                                          " يا قحبة يا خبيثة " .

                                                                                                                          القحبة : الفاجرة ، عن ابن سيده ، قال : وأصلها من السعال ، أرادوا أنها تسعل أو تتنحنح ، ترمز بذلك . وقال الجوهري : كلمة مولدة ، قال السعدي : قحب البعير والكلب : سعل ، واللئيم في لؤمه ، ومنه القحبة ، وهي في عرف زماننا : المعدة للزنا .

                                                                                                                          والخبيثة : صفة مشبهة من خبث الشيء ، فهو خبيث : ضد طيب ، ولحقته التاء ، لأنه بمعنى فاعل ، وما كان من فعيل بمعنى مفعول ، كقتيل لم تلحقه التاء إلا سماعا ، كخصلة ذميمة .

                                                                                                                          " يا نبطي يا فارسي يا رومي " .

                                                                                                                          النبطي : منسوب إلى النبط والنبيط ، وهم : [ ص: 373 ] قوم ينزلون بالبطائح بين العراقين ، والجمع : أنباط ، ورجل نبطي ونباطي ونباط ، كيمني ويماني ويمان .

                                                                                                                          والفارسي : منسوب إلى فارس ، وهي : بلاد معروفة ، وأهلها : الفرس ، وفارس أبوهم .

                                                                                                                          والرومي : نسبة إلى الروم ، هذا الجيل من الناس ، والروم في الأصل : هو الروم بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام ، فإذا قال ذلك لعربي ، فقد نفاه عن نسبه .

                                                                                                                          " إذا طالبوا أو واحد منهم " .

                                                                                                                          واحد معطوف على الضمير المرفوع المتصل من غير فصل ولا توكيد ، وهو ممتنع عند أكثر النحويين ، وجائز عند بعضهم على ضعف ما هو مستقصى في كتب النحو ، والله أعلم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية