الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير

                                                                                                                                                                                                قولهم : إن الله هو المسيح : معناه بت القول ، على أن حقيقة الله هو المسيح لا غير . قيل : كان في النصارى قوم يقولون ذلك ، وقيل : ما صرحوا به ولكن مذهبهم يؤدي إليه ، حيث اعتقدوا أنه يخلق ويحيي ويميت ويدبر أمر العالم فمن يملك من الله شيئا : فمن يمنع من قدرته ومشيئته شيئا " إن أراد أن يهلك : من دعوه إلها من المسيح وأمه دلالة على أن المسيح عبد مخلوق كسائر العباد ، وأراد بعطف ومن في الأرض على "المسيح . . . . . وأمه" أنهما من جنسهم لا تفاوت بينهما وبينهم في البشرية يخلق ما يشاء أي : يخلق من ذكر وأنثى ويخلق من أنثى من غير ذكر كما خلق عيسى ، ويخلق من غير ذكر وأنثى كما خلق آدم . أو يخلق ما يشاء كخلق الطير على يد عيسى معجزة له ، وكإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ، وغير ذلك . فيجب أن ينسب إليه ولا ينسب إلى البشر المجرى على يده .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية