nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80nindex.php?page=treesubj&link=28980_30539_30564استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=82فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين أخبر الله سبحانه رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - بأن صدور الاستغفار منه للمنافقين وعدمه سواء ، وذلك لأنهم ليسوا بأهل لاستغفاره - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا للمغفرة من الله سبحانه لهم ، فهو كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=53قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم وفيه بيان لعدم المغفرة من الله سبحانه للمنافقين وإن أكثر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من الاستغفار لهم ، وليس المراد من هذا أنه لو زاد على السبعين لكان ذلك مقبولا كما في سائر مفاهيم الأعداد ، بل المراد بهذا المبالغة في عدم القبول .
فقد كانت العرب تجري ذلك مجرى المثل في كلامها عند إرادة التكثير ، والمعنى : أنه لن يغفر الله لهم وإن استغفرت لهم استغفارا بالغا في الكثرة غاية المبالغ .
وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أن التقييد بهذا العدد المخصوص يفيد قبول الزيادة عليه ، ويدل لذلك ما سيأتي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020370لأزيدن على السبعين .
وذكر بعضهم لتخصيص السبعين وجها فقال : إن السبعة عدد شريف ، لأنها عدد السماوات والأرضين والبحار والأقاليم والنجوم السيارة والأعضاء وأيام الأسبوع ، فصير كل واحد من السبعة إلى عشرة ، لأن الحسنة بعشر أمثالها .
وقيل : خصت السبعون بالذكر لأنه - صلى الله عليه وآله وسلم - كبر على عمه الحمزة سبعين تكبيرة ، فكأنه قال : إن تستغفر لهم سبعين مرة بإزاء تكبيراتك على
حمزة .
وانتصاب سبعين على المصدر كقولهم : ضربته عشرين ضربة .
ثم علل عدم المغفرة لهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله أي ذلك الامتناع بسبب كفرهم بالله ورسوله
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80والله لا يهدي القوم الفاسقين أي المتمردين الخارجين عن الطاعة المتجاوزين لحدودها ، والمراد هنا الهداية الموصلة إلى المطلوب ، لا الهداية التي بمعنى الدلالة وإراءة الطريق .
ثم ذكر سبحانه نوعا آخر من قبائح المنافقين فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله المخلفون المتروكون ، وهم
nindex.php?page=treesubj&link=30881الذين استأذنوا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من المنافقين ، فأذن لهم وخلفهم بالمدينة في غزوة تبوك ، أو الذين خلفهم الله وثبطهم ، أو الشيطان ، أو كسلهم ، أو المؤمنون ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81بمقعدهم أي بقعودهم يقال : قعد قعودا ومقعدا : أي جلس ، وأقعده غيره ، ذكر معناه
الجوهري فهو متعلق بـ ( فرح ) : أي فرح المخلفون بقعودهم ، و ( خلاف رسول الله ) منتصب على أنه ظرف ل ( مقعدهم ) .
قال
الأخفش ويونس : الخلاف بمعنى الخلف : أي بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وذلك أن جهة الأمام التي يقصدها الإنسان تخالفها جهة الخلف .
وقال
قطرب nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج : معنى ( خلاف رسول الله ) مخالفة الرسول حين سار وأقاموا ، فانتصابه على أنه مفعول له أي : قعدوا لأجل المخالفة ، أو على الحال مثل وأرسلها العراك : أي مخالفين له ، ويؤيد ما قاله
الأخفش ويونس قراءة
أبي حيوة " خلف رسول الله " .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله سبب ذلك
nindex.php?page=treesubj&link=18897الشح بالأموال والأنفس ، وعدم وجود باعث الإيمان وداعي الإخلاص ووجود الصارف عن ذلك ، وهو ما هم فيه من النفاق ، وفيه تعريض بالمؤمنين الباذلين لأموالهم وأنفسهم في سبيل الله لوجود الداعي معهم وانتفاء الصارف عنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81وقالوا لا تنفروا في الحر أي قال المنافقون لإخوانهم : هذه المقالة تثبيطا لهم وكسرا لنشاطهم وتواصيا بينهم
[ ص: 589 ] بالمخالفة لأمر الله ورسوله ، ثم أمر الله رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يقول لهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون والمعنى : أنكم أيها المنافقون كيف تفرون من هذا الحر اليسير ، ونار جهنم التي ستدخلونها خالدين فيها أبدا أشد حرا مما فررتم منه ، فإنكم إنما فررتم من حر يسير في زمن قصير ، ووقعتم في حر كثير في زمن كبير ، بل غير متناه أبد الآبدين ودهر الداهرين .
فكنت كالساعي إلى مثعب موائل من سبل الراعد
وجواب لو في
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81لو كانوا يفقهون مقدر : أي لو كانوا يفقهون أنها كذلك لما فعلوا ما فعلوا .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=82فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا هذان الأمران معناهما الخبر ، والمعنى : فسيضحكون قليلا ويبكون كثيرا ، وإنما جيء بهما على لفظ الأمر للدلالة على أن ذلك أمر محتوم لا يكون غيره ، و ( قليلا ) و ( كثيرا ) منصوبان على المصدرية أو الظرفية : أي ضحكا قليلا وبكاء كثيرا ، أو زمانا قليلا وزمانا كثيرا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=82جزاء بما كانوا يكسبون أي : جزاء بسبب ما كانوا يكسبونه من المعاصي ، وانتصاب ( جزاء ) على المصدرية : أي يجزون جزاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فإن رجعك الله إلى طائفة منهم الرجع متعد كالرد ، والرجوع لازم ، والفاء لتفريع ما بعدها على ما قبلها ، وإنما قال
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83إلى طائفة لأن جميع من أقام
بالمدينة لم يكونوا منافقين ، بل كان فيهم غيرهم من المؤمنين لهم أعذار صحيحة ، وفيهم من المؤمنين من لا عذر له ، ثم عفا عنهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وتاب الله عليهم كالثلاثة الذين خلفوا ، وسيأتي بيان ذلك .
وقيل : إنما قال : إلى طائفة ، لأن منهم من تاب عن النفاق وندم على التخلف
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فاستأذنوك للخروج معك في غزوة أخرى بعد غزوتك هذه فقل لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا أي قل لهم ذلك عقوبة لهم ، ولما في استصحابهم من المفاسد كما تقدم في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا .
وقرئ بفتح الياء من " معي " في الموضعين ، وقرئ بسكونها فيهما ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83إنكم رضيتم بالقعود أول مرة للتعليل : أي لن تخرجوا معي ولن تقاتلوا لأنكم رضيتم بالقعود والتخلف أول مرة ، وهي غزوة
تبوك ، والفاء في
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فاقعدوا مع الخالفين لتفريع ما بعدها على ما قبلها ، و ( الخالفين ) جمع خالف كأنهم خلفوا الخارجين ، والمراد بهم من تخلف عن الخروج .
وقيل : المعنى : فاقعدوا مع الفاسدين ، من قولهم : فلان خالف أهل بيته إذا كان فاسدا فيهم ، من قولك خلف اللبن : أي فسد بطول المكث في السقاء ، ذكر معناه
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي .
وقرئ " فاقعدوا مع الخلفين " وقال
الفراء : معناه المخالفين .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
عروة أن
عبد الله بن أبي قال : لولا أنكم تنفقون على
محمد وأصحابه لانفضوا من حوله ، وهو القائل :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8ليخرجن الأعز منها الأذل [ المنافقون : 8 ] فأنزل الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80استغفر لهم أو لا تستغفر لهم فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لأزيدن على السبعين ، فأنزل الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=6سواء عليهم أأستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم [ المنافقون : 6 ] .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ، عن
مجاهد نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، نحوه .
وأخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والنحاس ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ،
وابن مردويه ،
وأبو نعيم في الحلية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : سمعت
عمر يقول : لما توفي
عبد الله بن أبي ، دعي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للصلاة عليه فقام عليه ، فلما وقف قلت : أعلى عدو الله
عبد الله بن أبي القائل كذا وكذا ، والقائل كذا وكذا ؟ ! أعدد أيامه ، ورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يتبسم حتى إذا أكثرت قال : يا
عمر أخر عني ، إني قد خيرت ، قد قيل : لي :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فلو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت عليها ، ثم صلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ومشى معه حتى قام على قبره حتى فرغ منه ، فعجبت لي ولجرأتي على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، والله ورسوله أعلم ، فوالله ما كان إلا يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=84ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره [ التوبة : 84 ] فما صلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على منافق بعد ، حتى قبضه الله عز وجل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
قتادة ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81فرح المخلفون الآية قال : عن غزوة
تبوك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أمر الناس أن ينبعثوا معه ، وذلك في الصيف ، فقال رجال : يا رسول الله الحر شديد ولا نستطيع الخروج فلا تنفروا في الحر ، فقال الله : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون فأمره بالخروج .
وأخرج
ابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=82فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا قال : هم المنافقون والكفار الذين اتخذوا دينهم هزوا ولعبا ، يقول الله : فليضحكوا قليلا في الدنيا وليبكوا كثيرا في الآخرة .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
قتادة ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فإن رجعك الله إلى طائفة منهم قال : ذكر لنا أنهم كانوا اثني عشر رجلا من المنافقين وفيهم قيل ما قيل .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فاقعدوا مع الخالفين قال : هم الرجال الذين تخلفوا عن الغزو .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80nindex.php?page=treesubj&link=28980_30539_30564اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=82فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ أَخْبَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِأَنَّ صُدُورَ الِاسْتِغْفَارِ مِنْهُ لِلْمُنَافِقِينَ وَعَدَمَهُ سَوَاءٌ ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَهْلٍ لِاسْتِغْفَارِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَلَا لِلْمَغْفِرَةِ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ لَهُمْ ، فَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=53قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ وَفِيهِ بَيَانٌ لِعَدَمِ الْمَغْفِرَةِ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ لِلْمُنَافِقِينَ وَإِنْ أَكْثَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ مِنْ هَذَا أَنَّهُ لَوْ زَادَ عَلَى السَّبْعِينَ لَكَانَ ذَلِكَ مَقْبُولًا كَمَا فِي سَائِرِ مَفَاهِيمِ الْأَعْدَادِ ، بَلِ الْمُرَادُ بِهَذَا الْمُبَالَغَةُ فِي عَدَمِ الْقَبُولِ .
فَقَدْ كَانَتِ الْعَرَبُ تُجْرِي ذَلِكَ مَجْرَى الْمَثَلِ فِي كَلَامِهَا عِنْدَ إِرَادَةِ التَّكْثِيرِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ وَإِنِ اسْتَغْفَرْتَ لَهُمُ اسْتُغْفَارًا بَالِغًا فِي الْكَثْرَةِ غَايَةَ الْمُبَالِغِ .
وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّ التَّقْيِيدَ بِهَذَا الْعَدَدِ الْمَخْصُوصِ يُفِيدُ قَبُولَ الزِّيَادَةِ عَلَيْهِ ، وَيَدُلُّ لِذَلِكَ مَا سَيَأْتِي عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020370لَأَزِيدَنَّ عَلَى السَّبْعِينَ .
وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ لِتَخْصِيصِ السَّبْعِينَ وَجْهًا فَقَالَ : إِنَّ السَّبْعَةَ عَدَدٌ شَرِيفٌ ، لِأَنَّهَا عَدَدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ وَالْبِحَارِ وَالْأَقَالِيمِ وَالنُّجُومِ السَّيَّارَةِ وَالْأَعْضَاءِ وَأَيَّامِ الْأُسْبُوعِ ، فَصَيَّرَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ السَّبْعَةِ إِلَى عَشَرَةٍ ، لِأَنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا .
وَقِيلَ : خُصَّتِ السَّبْعُونَ بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - كَبَّرَ عَلَى عَمِّهِ الْحَمْزَةِ سَبْعِينَ تَكْبِيرَةً ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً بِإِزَاءِ تَكْبِيرَاتِكَ عَلَى
حَمْزَةَ .
وَانْتِصَابُ سَبْعِينَ عَلَى الْمَصْدَرِ كَقَوْلِهِمْ : ضَرَبْتُهُ عِشْرِينَ ضَرْبَةً .
ثُمَّ عَلَّلَ عَدَمَ الْمَغْفِرَةِ لَهُمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ أَيْ ذَلِكَ الِامْتِنَاعُ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ أَيِ الْمُتَمَرِّدِينَ الْخَارِجِينَ عَنِ الطَّاعَةِ الْمُتَجَاوِزِينَ لِحُدُودِهَا ، وَالْمُرَادُ هُنَا الْهِدَايَةُ الْمُوصِلَةُ إِلَى الْمَطْلُوبِ ، لَا الْهِدَايَةُ الَّتِي بِمَعْنَى الدَّلَالَةِ وَإِرَاءَةِ الطَّرِيقِ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ نَوْعًا آخَرَ مِنْ قَبَائِحِ الْمُنَافِقِينَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ الْمُخَلَّفُونَ الْمَتْرُوكُونَ ، وَهُمُ
nindex.php?page=treesubj&link=30881الَّذِينَ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْمُنَافِقِينَ ، فَأَذِنَ لَهُمْ وَخَلَّفَهُمْ بِالْمَدِينَةِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، أَوِ الَّذِينَ خَلَّفَهُمُ اللَّهُ وَثَبَّطَهُمْ ، أَوِ الشَّيْطَانُ ، أَوْ كَسَّلَهُمْ ، أَوِ الْمُؤْمِنُونَ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81بِمَقْعَدِهِمْ أَيْ بِقُعُودِهِمْ يُقَالُ : قَعَدَ قُعُودًا وَمَقْعَدًا : أَيْ جَلَسَ ، وَأَقْعَدَهُ غَيْرُهُ ، ذَكَرَ مَعْنَاهُ
الْجَوْهَرِيُّ فَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِـ ( فَرِحَ ) : أَيْ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِقُعُودِهِمْ ، وَ ( خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ ) مُنْتَصِبٌ عَلَى أَنَّهُ ظَرْفٌ لِ ( مَقْعَدِهِمْ ) .
قَالَ
الْأَخْفَشُ وَيُونُسُ : الْخِلَافُ بِمَعْنَى الْخَلْفِ : أَيْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَذَلِكَ أَنَّ جِهَةَ الْأَمَامِ الَّتِي يَقْصِدُهَا الْإِنْسَانُ تُخَالِفُهَا جِهَةُ الْخَلْفِ .
وَقَالَ
قُطْرُبٌ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ : مَعْنَى ( خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ ) مُخَالَفَةَ الرَّسُولِ حِينَ سَارَ وَأَقَامُوا ، فَانْتِصَابُهُ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ لَهُ أَيْ : قَعَدُوا لِأَجْلِ الْمُخَالَفَةِ ، أَوْ عَلَى الْحَالِ مِثْلِ وَأَرْسَلَهَا الْعِرَاكَ : أَيْ مُخَالِفِينَ لَهُ ، وَيُؤَيِّدُ مَا قَالَهُ
الْأَخْفَشُ وَيُونُسُ قِرَاءَةُ
أَبِي حَيْوَةَ " خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ " .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَبَبُ ذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=18897الشُّحُّ بِالْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ ، وَعَدَمُ وُجُودِ بَاعِثِ الْإِيمَانِ وَدَاعِي الْإِخْلَاصِ وَوُجُودُ الصَّارِفِ عَنْ ذَلِكَ ، وَهُوَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ النِّفَاقِ ، وَفِيهِ تَعْرِيضٌ بِالْمُؤْمِنِينَ الْبَاذِلِينَ لِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لِوُجُودِ الدَّاعِي مَعَهُمْ وَانْتِفَاءِ الصَّارِفِ عَنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ أَيْ قَالَ الْمُنَافِقُونَ لِإِخْوَانِهِمْ : هَذِهِ الْمَقَالَةَ تَثْبِيطًا لَهُمْ وَكَسْرًا لِنَشَاطِهِمْ وَتَوَاصِيًا بَيْنَهُمْ
[ ص: 589 ] بِالْمُخَالَفَةِ لِأَمْرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَقُولَ لَهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ وَالْمَعْنَى : أَنَّكُمْ أَيُّهَا الْمُنَافِقُونَ كَيْفَ تَفِرُّونَ مِنْ هَذَا الْحَرِّ الْيَسِيرِ ، وَنَارُ جَهَنَّمَ الَّتِي سَتَدْخُلُونَهَا خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا أَشَدُّ حَرًّا مِمَّا فَرَرْتُمْ مِنْهُ ، فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا فَرَرْتُمْ مِنْ حَرٍّ يَسِيرٍ فِي زَمَنٍ قَصِيرٍ ، وَوَقَعْتُمْ فِي حَرٍّ كَثِيرٍ فِي زَمَنٍ كَبِيرٍ ، بَلْ غَيْرِ مُتَنَاهٍ أَبَدَ الْآبِدِينَ وَدَهْرَ الدَّاهِرِينِ .
فَكُنْتَ كَالسَّاعِي إِلَى مَثْعَبٍ مَوَائِلَ مِنْ سُبُلِ الرَّاعِدِ
وَجَوَابُ لَوْ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ مُقَدَّرٌ : أَيْ لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ أَنَّهَا كَذَلِكَ لَمَا فَعَلُوا مَا فَعَلُوا .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=82فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا هَذَانِ الْأَمْرَانِ مَعْنَاهُمَا الْخَبَرُ ، وَالْمَعْنَى : فَسَيَضْحَكُونَ قَلِيلًا وَيَبْكُونَ كَثِيرًا ، وَإِنَّمَا جِيءَ بِهِمَا عَلَى لَفْظِ الْأَمْرِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ مَحْتُومٌ لَا يَكُونُ غَيْرُهُ ، وَ ( قَلِيلًا ) وَ ( كَثِيرًا ) مَنْصُوبَانِ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ أَوِ الظَّرْفِيَّةِ : أَيْ ضَحِكًا قَلِيلًا وَبُكَاءً كَثِيرًا ، أَوْ زَمَانًا قَلِيلًا وَزَمَانًا كَثِيرًا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=82جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ أَيْ : جَزَاءً بِسَبَبِ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَهُ مِنَ الْمَعَاصِي ، وَانْتِصَابُ ( جَزَاءً ) عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ : أَيْ يُجْزَوْنَ جَزَاءً .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ الرَّجْعُ مُتَعَدٍّ كَالرَّدِّ ، وَالرُّجُوعُ لَازِمٌ ، وَالْفَاءُ لِتَفْرِيعِ مَا بَعْدَهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا ، وَإِنَّمَا قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83إِلَى طَائِفَةٍ لِأَنَّ جَمِيعَ مَنْ أَقَامَ
بِالْمَدِينَةِ لَمْ يَكُونُوا مُنَافِقِينَ ، بَلْ كَانَ فِيهِمْ غَيْرُهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَهُمْ أَعْذَارٌ صَحِيحَةٌ ، وَفِيهِمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَا عُذْرَ لَهُ ، ثُمَّ عَفَا عَنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ كَالثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ، وَسَيَأْتِي بَيَانُ ذَلِكَ .
وَقِيلَ : إِنَّمَا قَالَ : إِلَى طَائِفَةٍ ، لِأَنَّ مِنْهُمْ مَنْ تَابَ عَنِ النِّفَاقِ وَنَدِمَ عَلَى التَّخَلُّفِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ مَعَكَ فِي غَزْوَةٍ أُخْرَى بَعْدَ غَزْوَتِكَ هَذِهِ فَقُلْ لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا أَيْ قُلْ لَهُمْ ذَلِكَ عُقُوبَةً لَهُمْ ، وَلِمَا فِي اسْتِصْحَابِهِمْ مِنَ الْمَفَاسِدِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا .
وَقُرِئَ بِفَتْحِ الْيَاءِ مِنْ " مَعِيَ " فِي الْمَوْضِعَيْنِ ، وَقُرِئَ بِسُكُونِهَا فِيهِمَا ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ لِلتَّعْلِيلِ : أَيْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ وَلَنْ تُقَاتِلُوا لِأَنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ وَالتَّخَلُّفِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، وَهِيَ غَزْوَةُ
تَبُوكَ ، وَالْفَاءُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ لِتَفْرِيعِ مَا بَعْدَهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا ، وَ ( الْخَالِفِينَ ) جَمْعُ خَالِفٍ كَأَنَّهُمْ خَلَفُوا الْخَارِجِينَ ، وَالْمُرَادُ بِهِمْ مَنْ تَخَلَّفَ عَنِ الْخُرُوجِ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : فَاقْعُدُوا مَعَ الْفَاسِدِينَ ، مِنْ قَوْلِهِمْ : فُلَانٌ خَالَفَ أَهْلَ بَيْتِهِ إِذَا كَانَ فَاسِدًا فِيهِمْ ، مِنْ قَوْلِكَ خَلَفَ اللَّبَنُ : أَيْ فَسَدَ بِطُولِ الْمُكْثِ فِي السِّقَاءِ ، ذَكَرَ مَعْنَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ .
وَقُرِئَ " فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَلِفِينَ " وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : مَعْنَاهُ الْمُخَالِفِينَ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
عُرْوَةَ أَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ قَالَ : لَوْلَا أَنَّكُمْ تُنْفِقُونَ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ ، وَهُوَ الْقَائِلُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ [ الْمُنَافِقُونَ : 8 ] فَأَنْزَلَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : لَأَزِيدَنَّ عَلَى السَّبْعِينَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=6سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ [ الْمُنَافِقُونَ : 6 ] .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالنَّحَّاسُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
عُمَرَ يَقُولُ : لَمَّا تُوُفِّيَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ، دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَقَامَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا وَقَفَ قُلْتُ : أَعَلَى عَدُوِّ اللَّهِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ الْقَائِلِ كَذَا وَكَذَا ، وَالْقَائِلِ كَذَا وَكَذَا ؟ ! أُعَدِّدُ أَيَّامَهُ ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَتَبَسَّمُ حَتَّى إِذَا أَكْثَرْتُ قَالَ : يَا
عُمَرُ أَخِّرْ عَنِّي ، إِنِّي قَدْ خُيِّرْتُ ، قَدْ قِيلَ : لِي :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ فَلَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إِنْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ غُفِرَ لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْهَا ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَمَشَى مَعَهُ حَتَّى قَامَ عَلَى قَبْرِهِ حَتَّى فُرِغَ مِنْهُ ، فَعَجِبْتُ لِي وَلِجُرْأَتِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتْ هَاتَانِ الْآيَتَانِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=84وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ [ التَّوْبَةِ : 84 ] فَمَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَلَى مُنَافِقٍ بَعْدُ ، حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ الْآيَةَ قَالَ : عَنْ غَزْوَةِ
تَبُوكَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ :
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَنْبَعِثُوا مَعَهُ ، وَذَلِكَ فِي الصَّيْفِ ، فَقَالَ رِجَالٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ الْحَرُّ شَدِيدٌ وَلَا نَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ فَلَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ ، فَقَالَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ فَأَمَرَهُ بِالْخُرُوجِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=82فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا قَالَ : هُمُ الْمُنَافِقُونَ وَالْكُفَّارُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا ، يَقُولُ اللَّهُ : فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا فِي الدُّنْيَا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا فِي الْآخِرَةِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَفِيهِمْ قِيلَ مَا قِيلَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ قَالَ : هُمُ الرِّجَالُ الَّذِينَ تَخَلَّفُوا عَنِ الْغَزْوِ .