ولما أفهم سياق هذا الكلام وترتيبه هكذا أن التقدير: فلمن
nindex.php?page=treesubj&link=32528صبر عن الانتصار أحسن حالا ممن انتصر، لأن الخطأ في العفو أولى من الخطأ في الانتقام، عطف عليه مؤكدا لما أفهمه السياق أيضا من مدح المنتصر:
nindex.php?page=treesubj&link=19573_20043_34140_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43ولمن صبر عن الانتصار من غير انتقام ولا شكوى
[ ص: 340 ] nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43وغفر فصرح بإسقاط العقاب والعتاب فمحا عين الذنب وأثره:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43إن ذلك أي ذلك الفعل الواقع منه البالغ في العلو جدا لا يوصف
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43لمن عزم الأمور أي الأمور التي هي لما لها من الأهلية لأن يعزم عليها قد صارت في أنفسها كأنها دوات العزم أو متأهلة لأن تعزم على ما تريد، والعزم: الإقدام على الأمر بعد الروية والفكرة، قال
أبو علي بن الفراء ; آيات العفو محمولة على الجاني النادم، وآيات مدح الانتصار على المصر، وذلك إنما يحمد مع القدرة على تمام النصرة كما قال
يوسف عليه الصلاة والسلام لإخوته
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=92لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وقال: فعل النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة منها الموقف الأعظم الذي وقفه يوم الفتح عند باب
الكعبة وقال
لقريش وهم تحته كالغنم المطيرة:
nindex.php?page=hadith&LINKID=890162 "ما تظنون أني فاعل بكم يا معشر قريش؟ قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء" ، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=690096أن رجلا شتم nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر رضي الله عنه فلما رد عليه قام صلى الله عليه وسلم [ ص: 341 ] ثم قال: "يا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر ! ثلاث كلهن حق nindex.php?page=treesubj&link=32528_19594ما من عبد ظلم مظلمة فعفى عنها لله إلا أعز الله بها نصره، nindex.php?page=treesubj&link=28847_30502_23468وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة nindex.php?page=treesubj&link=24716_29545وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة" .
وَلَمَّا أَفْهَمَ سِيَاقُ هَذَا الْكَلَامِ وَتَرْتِيبُهُ هَكَذَا أَنَّ التَّقْدِيرَ: فَلِمَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=32528صَبَرَ عَنِ الِانْتِصَارِ أَحْسَنُ حَالًا مِمَّنِ انْتَصَرَ، لِأَنَّ الْخَطَأَ فِي الْعَفْوِ أَوْلَى مِنَ الْخَطَأِ فِي الِانْتِقَامِ، عَطَفَ عَلَيْهِ مُؤَكِّدًا لِمَا أَفْهَمَهُ السِّيَاقُ أَيْضًا مِنْ مَدْحِ الْمُنْتَصِرِ:
nindex.php?page=treesubj&link=19573_20043_34140_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43وَلَمَنْ صَبَرَ عَنِ الِانْتِصَارِ مِنْ غَيْرِ انْتِقَامٍ وَلَا شَكْوَى
[ ص: 340 ] nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43وَغَفَرَ فَصَرَّحَ بِإِسْقَاطِ الْعِقَابِ وَالْعِتَابِ فَمَحَا عَيْنَ الذَّنْبِ وَأَثَرَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43إِنَّ ذَلِكَ أَيْ ذَلِكَ الْفِعْلُ الْوَاقِعُ مِنْهُ الْبَالِغُ فِي الْعُلُوِّ جِدًّا لَا يُوصَفُ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ أَيِ الْأُمُورُ الَّتِي هِيَ لِمَا لَهَا مِنَ الْأَهْلِيَّةِ لِأَنْ يَعْزِمَ عَلَيْهَا قَدْ صَارَتْ فِي أَنْفُسِهَا كَأَنَّهَا دَوَاتُ الْعَزْمِ أَوْ مُتَأَهِّلَةٌ لِأَنْ تَعْزِمَ عَلَى مَا تُرِيدُ، وَالْعَزْمُ: الْإِقْدَامُ عَلَى الْأَمْرِ بَعْدَ الرَّوِيَّةِ وَالْفِكْرَةِ، قَالَ
أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْفَرَّاءِ ; آيَاتُ الْعَفْوِ مَحْمُولَةٌ عَلَى الْجَانِي النَّادِمِ، وَآيَاتُ مَدْحِ الِانْتِصَارِ عَلَى الْمُصِرِّ، وَذَلِكَ إِنَّمَا يُحْمَدُ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَى تَمَامِ النُّصْرَةِ كَمَا قَالَ
يُوسُفُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِإِخْوَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=92لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَقَالَ: فَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ مِنْهَا الْمَوْقِفُ الْأَعْظَمُ الَّذِي وَقَفَهُ يَوْمَ الْفَتْحِ عِنْدَ بَابِ
الْكَعْبَةِ وَقَالَ
لِقُرَيْشٍ وَهُمْ تَحْتَهُ كَالْغَنَمِ الْمَطِيرَةِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=890162 "مَا تَظُنُّونَ أَنِّي فَاعِلٌ بِكُمْ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ؟ قَالُوا: خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، قَالَ: اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ" ، وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=11998وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=690096أَنَّ رَجُلًا شَتَمَ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَلَمَّا رَدَّ عَلَيْهِ قَامَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ ص: 341 ] ثُمَّ قَالَ: "يَا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ ! ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ nindex.php?page=treesubj&link=32528_19594مَا مِنْ عَبْدٍ ظَلَمَ مَظْلَمَةً فَعَفَى عَنْهَا لِلَّهِ إِلَّا أَعَزَّ اللهُ بِهَا نَصْرَهُ، nindex.php?page=treesubj&link=28847_30502_23468وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ عَطِيَّةٍ يُرِيدُ بِهَا صِلَةً إِلَّا زَادَهُ اللهُ بِهَا كَثْرَةً nindex.php?page=treesubj&link=24716_29545وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ يُرِيدُ بِهَا كَثْرَةً إِلَّا زَادَهُ اللهُ بِهَا قِلَّةً" .