nindex.php?page=treesubj&link=19827_28270_28723_28752_32412_32433_34260_34274_29028nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لقد أرسلنا رسلنا أي من بني آدم كما هو الظاهر
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25بالبينات أي الحجج والمعجزات
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25وأنزلنا معهم الكتاب أي جنس الكتاب الشامل للكل ، والظرف حال مقدرة منه على ما قال
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان ، وقيل : مقارنة بتنزيل الاتصال منزلة المقارنة
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25والميزان الآلة المعروفة بين الناس كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد وغيره ، وإنزاله إنزال أسبابه ، ولو بعيدة ، وأمر الناس باتخاذه مع تعليم كيفيته .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25ليقوم الناس بالقسط علة لإنزال الكتاب والميزان والقيام بالقسط أي بالعدل يشمل التسوية في أمور التعامل باستعمال الميزان ، وفي أمور المعاد باحتذاء الكتاب وهو لفظ جامع مشتمل على جميع ما ينبغي الاتصاف به معاشا ومعادا .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25وأنزلنا الحديد قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : أي خلقناه كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج [الزمر : 6] وهو تفسير يلازم الشيء فإن كل مخلوق منزل باعتبار ثبوته في اللوح وتقديره موجودا حيث ما ثبت فيه .
وقال
قطرب : هيأناه لكم وأنعمنا به عليكم من نزل الضيف
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25فيه بأس أي عذاب
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25شديد لأن آلات الحرب تتخذ منه ، وهذا إشارة إلى احتياج الكتاب والميزان إلى القائم بالسيف ليحصل القيام بالقسط فإن الظلم من شيم النفوس ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25ومنافع للناس أي في معايشهم ومصالحهم إذ ما من صنعة إلا
[ ص: 189 ] والحديد أو ما يعمل به آلتها للإيماء إلى أن القيام بالقسط كما يحتاج إلى الوازع وهو القائم بالسيف يحتاج إلى ما به قوام التعايش ، ومن يقوم بذلك أيضا ليتم التمدن المحتاج إليه النوع ، وليتم القيام بالقسط ، كيف وهو شامل أيضا لما يخص المرء وحده ، والجملة الظرفية في موضع الحال ، وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25وليعلم الله من ينصره ورسله عطف على محذوف يدل عليه السياق أو الحال لأنها متضمنة للتعليل أي لينفعهم وليعلم الله تعالى علما يتعلق به الجزاء من ينصره ورسله باستعمال آلات الحرب من الحديد في مجاهدة أعدائه والحذف للإشعار بأن الثاني هو المطلوب لذاته وأن الأول مقدمة له ، وجوز تعلقه بمحذوف مؤخر والواو اعتراضية أي وليعلم إلخ أنزله أو مقدم والواو عاطفة والجملة معطوفة على ما قبلها وقد حذف المعطوف وأقيم متعلقه مقامه ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25بالغيب حال من فاعل ينصر ، أو من مفعوله أي غائبا منهم أو غائبين منه ، وقوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25إن الله قوي عزيز اعتراض تذييلي جيء به تحقيقا للحق وتنبيها على أن تكليفهم الجهاد وتعريضهم للقتال ليس لحاجته سبحانه في إعلاء كلمته وإظهار دينه إلى نصرتهم بل إنما هو لينتفعوا به ويصلوا بامتثال الأمر فيه إلى الثواب وإلا فهو جل وعلا غني بقدرته وعزته عنهم في كل ما يريد .
هذا وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري إلى أن المراد بالرسل رسل الملائكة عليهم السلام أي أرسلناهم إلى الأنبياء عليهم السلام ، وفسر - البينات - كما فسرنا بناء على الملائكة ترسل بالمعجزات كإرسالها بالحجج لتخبر بأنها معجزات وإلا فكان الظاهر الاقتصار على الحجج وإنزال الكتاب أي الوحي مع أولئك الرسل ظاهر ، وإنزال الميزان بمعنى الآلة عنده على حقيقته ، قال :
روي أن جبريل عليه السلام نزل بالميزان فدفعه إلى نوح عليه السلام ، وقال : مر قومك يزنوا به . وفسره كثير بالعدل ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في إنزال الحديد نزل مع
آدم عليه السلام الميقعة والسندان والكلبتان ، وروي أنه نزل ومعه المر والمسحاة ، وقيل : نزل ومعه خمسة أشياء من الحديد السندان والكلبتان والإبرة والمطرقة والميقعة ، وفسرت بالمسن ، وتجيء بمعنى المطرقة أو العظيمة منها ، وقيل : ما تحد به الرحى ، وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس نزل
آدم عليه السلام من الجنة بالباسنة وهي آلات الصناع ، وقيل : سكة الحرث وليس بعربي محض والله تعالى أعلم .
واستظهر
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان كون - ليقوم الناس بالقسط - علة لإنزال الميزان فقط وجوز ما ذكرناه وهو الأولى فيما أرى ،
nindex.php?page=treesubj&link=19827_28270_28723_28752_32412_32433_34260_34274_29028nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا أَيْ مِنْ بَنِي آدَمَ كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25بِالْبَيِّنَاتِ أَيِ الْحُجَجِ وَالْمُعْجِزَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ أَيْ جِنْسَ الْكِتَابِ الشَّامِلِ لِلْكُلِّ ، وَالظَّرْفُ حَالٌ مُقَدَّرَةٌ مِنْهُ عَلَى مَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ ، وَقِيلَ : مُقَارَنَةً بِتَنْزِيلِ الِاتِّصَالِ مَنْزِلَةَ الْمُقَارَنَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25وَالْمِيزَانَ الْآلَةَ الْمَعْرُوفَةَ بَيْنَ النَّاسِ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُ ، وَإِنْزَالُهُ إِنْزَالُ أَسْبَابِهِ ، وَلَوْ بَعِيدَةٌ ، وَأَمْرُ النَّاسِ بِاتِّخَاذِهِ مَعَ تَعْلِيمِ كَيْفِيَّتِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ عِلَّةٌ لِإِنْزَالِ الْكِتَابِ وَالْمِيزَانِ وَالْقِيَامِ بِالْقِسْطِ أَيْ بِالْعَدْلِ يَشْمَلُ التَّسْوِيَةَ فِي أُمُورِ التَّعَامُلِ بِاسْتِعْمَالِ الْمِيزَانِ ، وَفِي أُمُورِ الْمَعَادِ بِاحْتِذَاءِ الْكِتَابِ وَهُوَ لَفْظٌ جَامِعٌ مُشْتَمِلٌ عَلَى جَمِيعِ مَا يَنْبَغِي الِاتِّصَافُ بِهِ مَعَاشًا وَمَعَادًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : أَيْ خَلَقْنَاهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ [الزُّمُرَ : 6] وَهُوَ تَفْسِيرٌ يُلَازِمُ الشَّيْءَ فَإِنَّ كُلَّ مَخْلُوقٍ مُنَزَّلٌ بِاعْتِبَارِ ثُبُوتِهِ فِي اللَّوْحِ وَتَقْدِيرُهُ مَوْجُودًا حَيْثُ مَا ثَبَتَ فِيهِ .
وَقَالَ
قُطْرُبٌ : هَيَّأْنَاهُ لَكُمْ وَأَنْعَمْنَا بِهِ عَلَيْكُمْ مِنْ نَزَلَ الضَّيْفُ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25فِيهِ بَأْسٌ أَيْ عَذَابٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25شَدِيدٌ لِأَنَّ آلَاتِ الْحَرْبِ تُتَّخَذُ مِنْهُ ، وَهَذَا إِشَارَةٌ إِلَى احْتِيَاجِ الْكِتَابِ وَالْمِيزَانِ إِلَى الْقَائِمِ بِالسَّيْفِ لِيَحْصُلَ الْقِيَامُ بِالْقِسْطِ فَإِنَّ الظُّلْمَ مِنْ شِيَمِ النُّفُوسِ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ أَيْ فِي مَعَايِشِهِمْ وَمَصَالِحِهِمْ إِذْ مَا مِنْ صَنْعَةٍ إِلَّا
[ ص: 189 ] وَالْحَدِيدُ أَوْ مَا يُعْمَلُ بِهِ آلَتُهَا لِلْإِيمَاءِ إِلَى أَنَّ الْقِيَامَ بِالْقِسْطِ كَمَا يَحْتَاجُ إِلَى الْوَازِعِ وَهُوَ الْقَائِمُ بِالسَّيْفِ يَحْتَاجُ إِلَى مَا بِهِ قِوَامُ التَّعَايُشِ ، وَمَنْ يَقُومُ بِذَلِكَ أَيْضًا لِيَتِمَّ التَّمَدُّنُ الْمُحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّوْعُ ، وَلِيَتِمَّ الْقِيَامُ بِالْقِسْطِ ، كَيْفَ وَهُوَ شَامِلٌ أَيْضًا لِمَا يَخُصُّ الْمَرْءَ وَحْدَهُ ، وَالْجُمْلَةُ الظَّرْفِيَّةُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ عَطْفٌ عَلَى مَحْذُوفٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ السِّيَاقُ أَوِ الْحَالُ لِأَنَّهَا مُتَضَمِّنَةٌ لِلتَّعْلِيلِ أَيْ لِيَنْفَعَهُمْ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ تَعَالَى عِلْمًا يَتَعَلَّقُ بِهِ الْجَزَاءُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِاسْتِعْمَالِ آلَاتِ الْحَرْبِ مِنَ الْحَدِيدِ فِي مُجَاهَدَةِ أَعْدَائِهِ وَالْحَذْفُ لِلْإِشْعَارِ بِأَنَّ الثَّانِيَ هُوَ الْمَطْلُوبُ لِذَاتِهِ وَأَنَّ الْأَوَّلَ مُقَدِّمَةٌ لَهُ ، وَجُوِّزَ تَعَلُّقُهُ بِمَحْذُوفٍ مُؤَخَّرٍ وَالْوَاوُ اعْتِرَاضِيَّةٌ أَيْ وَلِيَعْلَمَ إِلَخْ أَنْزَلَهُ أَوْ مُقَدَّمٌ وَالْوَاوُ عَاطِفَةٌ وَالْجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى مَا قَبْلَهَا وَقَدْ حُذِفَ الْمَعْطُوفُ وَأُقِيمَ مُتَعَلِّقُهُ مَقَامَهُ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25بِالْغَيْبِ حَالٌ مِنْ فَاعِلِ يَنْصُرُ ، أَوْ مِنْ مَفْعُولِهِ أَيْ غَائِبًا مِنْهُمْ أَوْ غَائِبِينَ مِنْهُ ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ اعْتِرَاضٌ تَذْيِيلِيٌّ جِيءَ بِهِ تَحْقِيقًا لِلْحَقِّ وَتَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ تَكْلِيفَهُمُ الْجِهَادَ وَتَعْرِيضَهُمْ لِلْقِتَالِ لَيْسَ لِحَاجَتِهِ سُبْحَانَهُ فِي إِعْلَاءِ كَلِمَتِهِ وَإِظْهَارِ دِينِهِ إِلَى نُصْرَتِهِمْ بَلْ إِنَّمَا هُوَ لِيَنْتَفِعُوا بِهِ وَيَصِلُوا بِامْتِثَالِ الْأَمْرِ فِيهِ إِلَى الثَّوَابِ وَإِلَّا فَهُوَ جَلَّ وَعَلَا غَنِيٌّ بِقُدْرَتِهِ وَعِزَّتِهِ عَنْهُمْ فِي كُلِّ مَا يُرِيدُ .
هَذَا وَذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالرُّسُلِ رُسُلُ الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَيْ أَرْسَلْنَاهُمْ إِلَى الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ، وَفَسَّرَ - الْبَيِّنَاتِ - كَمَا فَسَّرْنَا بِنَاءً عَلَى الْمَلَائِكَةِ تُرْسَلُ بِالْمُعْجِزَاتِ كَإِرْسَالِهَا بِالْحُجَجِ لِتُخْبِرَ بِأَنَّهَا مُعْجِزَاتٌ وَإِلَّا فَكَانَ الظَّاهِرُ الِاقْتِصَارَ عَلَى الْحُجَجِ وَإِنْزَالُ الْكِتَابِ أَيِ الْوَحْيِ مَعَ أُولَئِكَ الرُّسُلِ ظَاهِرٌ ، وَإِنْزَالُ الْمِيزَانِ بِمَعْنَى الْآلَةِ عِنْدَهُ عَلَى حَقِيقَتِهِ ، قَالَ :
رُوِيَ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَزَلَ بِالْمِيزَانِ فَدَفَعَهُ إِلَى نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَقَالَ : مُرْ قَوْمَكَ يَزِنُوا بِهِ . وَفَسَّرَهُ كَثِيرٌ بِالْعَدْلِ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي إِنْزَالِ الْحَدِيدِ نَزَلَ مَعَ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمِيقَعَةُ وَالسِّنْدَانُ وَالْكَلْبَتَانِ ، وَرُوِيَ أَنَّهُ نَزَلَ وَمَعَهُ الْمُرُّ وَالْمِسْحَاةُ ، وَقِيلَ : نَزَلَ وَمَعَهُ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ مِنَ الْحَدِيدِ السِّنْدَانُ وَالْكَلْبَتَانِ وَالْإِبْرَةُ وَالْمِطْرَقَةُ وَالْمِيقَعَةُ ، وَفُسِّرَتْ بِالْمِسَنِّ ، وَتَجِيءُ بِمَعْنَى الْمِطْرَقَةِ أَوِ الْعَظِيمَةِ مِنْهَا ، وَقِيلَ : مَا تُحَدُّ بِهِ الرَّحَى ، وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ نَزَلَ
آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْجَنَّةِ بِالْبَاسِنَةِ وَهِيَ آلَاتُ الصُّنَّاعِ ، وَقِيلَ : سِكَّةُ الْحَرْثِ وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْضٍ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
وَاسْتَظْهَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ كَوْنَ - لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ - عِلَّةً لِإِنْزَالِ الْمِيزَانِ فَقَطْ وَجُوِّزَ مَا ذَكَرْنَاهُ وَهُوَ الْأَوْلَى فِيمَا أَرَى ،