الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأما المسألة الثانية : في نسخ السنة بالكتاب ، فقد ذهب أكثر المتأخرين على جوازه ، وقالوا : الناسخ في الحقيقة - هو الله تعالى - والكل من عنده ، فما المانع منه ؟ وأي تأثير لاعتبار التجانس في ذلك مع أن العقل لا يحيله ، والسمع دل على وقوعه ؟ وقد روي في ذلك حديث في سنده مقال .

قرأت على أبي بكر محمد بن ذاكر بن محمد ، أخبرك الحسن بن أحمد بن الحسن القاري ، أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الرحيم ، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ، حدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا محمد بن داود القنطري أبو حفص الكبير ، حدثنا جبرون بن واقد ببيت المقدس ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كلامي لا ينسخ كلام الله ، وكلام الله ينسخ كلامي ، وكلام الله ينسخ بعضه بعضا .

جبرون بن واقد لا يعرف له سوى حديثين ؛ هذا أحدهما وهو منكر ، ولا أعلم رواه غيره .

وخالفهم في ذلك جماعة ، وقالوا : لا بد من اعتبار التجانس ، قالوا : [ ص: 109 ] الكتاب مجمل ، والسنة مبينة ، وفي تجويز نسخ المبين بالمجمل إخلال بمقصود التفاهم ، وتفاصيل مذاهب الكل مذكورة في كتب أصول الفقه ، والقصد هنا الإيماء إلى جمل من ذلك .

وإذ تمت المقدمة ، فلنشرع الآن في المقصود ، مرتبا على أبواب الفقه ؛ ليكون أسهل تناولا ، والله تعالى يديم به النفع ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

التالي السابق


الخدمات العلمية