الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الشعر

                                                                                                                2255 حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر كلاهما عن ابن عيينة قال ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء قلت نعم قال هيه فأنشدته بيتا فقال هيه ثم أنشدته بيتا فقال هيه حتى أنشدته مائة بيت وحدثنيه زهير بن حرب وأحمد بن عبدة جميعا عن ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد أو يعقوب بن عاصم عن الشريد قال أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه فذكر بمثله وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا المعتمر بن سليمان ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي كلاهما عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال استنشدني رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث إبراهيم بن ميسرة وزاد قال إن كاد ليسلم وفي حديث ابن مهدي قال فلقد كاد يسلم في شعره [ ص: 413 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 413 ] قوله ( عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال : ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيئا ؟ قلت : نعم قال : هيه فأنشدته بيتا ، فقال : هيه ثم أنشدته بيتا فقال : هيه حتى أنشدته مائة بيت قال : إن كاد ليسلم ) وفي رواية : ( فلقد كاد يسلم في شعره )

                                                                                                                أما ( الشريد ) فبشين معجمة مفتوحة ثم راء مخففة مكسورة ، وهو الشريد بن سويد الثقفي الصحابي رضي الله عنه .

                                                                                                                وقوله صلى الله عليه وسلم : ( هيه ) بكسر الهاء وإسكان الياء وكسر الهاء الثانية . قالوا : والهاء الأولى بدل من الهمزة ، وأصله ( إيه ) ، وهي كلمة للاستزادة من الحديث المعهود . قال ابن السكيت : هي للاستزادة من حديث أو عمل معهودين : قالوا : وهي مبنية على الكسر ، فإن وصلتها نونتها فقلت : إيه حدثنا ؛ أي : زدنا من الحديث ، فإن أردت الاستزادة من غير معهود نونت ؛ فقلت ( إيه ) ، لأن التنوين للتنكير .

                                                                                                                وأما ( إيها ) بالنصب فمعناه الكف والأمر بالسكوت . ومقصود الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم استحسن شعر أمية ، واستزاد من إنشاده لما فيه من [ ص: 414 ] الإقرار بالوحدانية والبعث ، ففيه جواز إنشاد الشعر الذي لا فحش فيه ، وسماعه ، سواء شعر الجاهلية وغيرهم ، وأن المذموم من الشعر الذي لا فحش فيه إنما هو الإكثار منه ، وكونه غالبا على الإنسان . فأما يسيره فلا بأس بإنشاده وسماعه وحفظه .

                                                                                                                وقوله صلى الله عليه وسلم : ( هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيئا ) فهكذا وقع في معظم النسخ : ( شيئا ) بالنصب ، وفي بعضها شيء بالرفع ، وعلى رواية النصب يقدر فيه محذوف أي هل معك من شيء فتنشدني شيئا ؟ .




                                                                                                                الخدمات العلمية