الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ذلك كفارة أيمانكم الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير : ذلك يعني الذي ذكر من الكفارة، كفارة أيمانكم إذا حلفتم يعني اليمين العمد، واحفظوا أيمانكم يعني : لا تعمدوا الأيمان الكاذبة، كذلك يعني : هكذا يبين الله لكم آياته يعني : ما ذكر من الكفارة، لعلكم تشكرون فمن صام من كفارة اليمين يوما أو يومين، ثم وجد ما يطعم فليطعم، ويجعل صومه تطوعا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، والبخاري ، وابن مردويه ، عن عائشة [ ص: 453 ] قالت : كان أبو بكر إذا حلف لم يحنث، حتى نزلت آية الكفارة، فكان بعد ذلك يقول : لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير، وقبلت رخصة الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن ابن عباس قال : من حلف على ملك يمين يضربه، فكفارته تركه، ومع الكفارة حسنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن جبير بن مطعم، أنه افتدى يمينه بعشرة آلاف درهم، وقال : ورب هذه القبلة، لو حلفت لحلفت صادقا، وإنما هو شيء افتديت به يميني .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن أبي نجيح، أن ناسا من أهل البيت حلفوا عند البيت خمسين رجلا قسامة، فكأنهم حلفوا على باطل، ثم خرجوا، حتى إذا كانوا في بعض الطرق قالوا تحت صخرة، فبينما هم قائلون تحتها إذ انقلبت الصخرة عليهم، فخرجوا يشتدون من تحتها، فانفلقت خمسين فلقة، فقتلت كل فلقة رجلا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية