الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة العاشرة : قوله تعالى : { إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما } : المعنى لا تميلوا بالهوى مع الفقير لضعفه ، ولا على الغني لاستغنائه ، وكونوا مع الحق ; فالله الذي أغنى هذا وأفقر هذا أولى بالفقير أن يغنيه بفضله بالحق لا بالهوى والباطل ، والله أولى بالغني أن يأخذ ما في يده بالعدل والحق ، لا بالتحامل عليه ، فإنما جعل الله سبحانه الحق والعدل عيارا لما يظهر من الخبث وميزانا لما يتبين من الميل ، عليه تجري الأحكام الدنياوية ، وهو سبحانه يجري المقادير بحكمته ، ويقضي بينهم يوم القيامة بحكمه .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الحادية عشرة : قال جماعة : قوله تعالى : { ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين } فسوى بين الأقربين والأبوين في الأمر بالحق والوصية بالعدل ، وإن تفاضلوا في الدرجة ; كما سوى بين الخلق أجمعين ، وإن تفاضلوا أيضا في الدرجة ، وكأنه سبحانه يقول : لا تلتفتوا في الرحم قربت أو بعدت في الحق كونوا معه عليها ، ولولا خوف العدل عنه لها لما خصوا بالوصية بها ، وذلك قوله سبحانه وهي :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية عشرة : { فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا } : معناه لا تتبعوا أهواءكم في طلب العدل برحمة الفقير والتحامل على الغني ، بل ابتغوا الحق فيهما ، وهذا بيان شاف .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية