الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            [ ص: 105 ] ص - وعكس كل قضية : تحويل مفرديها على وجه يصدق .

            التالي السابق


            ش - لما ذكر التناقض ، شرع في بيان العكس ، وبدأ بالعكس المستوي ، وهو عبارة عن تحويل مفرداتها ، أي تبديل كل واحد من طرفي القضية ، أعني المحكوم عليه وبه ، بالآخر ، فيتناول عكس الحمليات والشرطيات ; لأن المحكوم عليه يتناول الموضوع والمقدم ، والمحكوم به يتناول المحمول ، والتالي .

            قوله : على وجه يصدق . فيه نظر ; لأنه يلزم منه أن يكون قولنا : بعض الإنسان حيوان ، عكسا لقولنا : بعض الحيوان ليس بإنسان ; لأنه يصدق عليه هذا التعريف ; لأنه بدل كلا من الطرفين بالآخر على وجه يصدق ، وليس كذلك بالاتفاق ; لأن عكس السالبة لا يكون موجبة وبالعكس .

            اللهم إلا أن يقال : مراد المصنف من قوله : " على وجه يصدق " أنه على وجه متى صدق الأصل العكس; لأن بقاء الصدق بهذا المعنى شرط في العكس ; لأن العكس لازم الأصل ، وصدق اللازم شرط في صدق الملزوم . ويجب أن يعتبر بقاء الكيف أيضا ; لأن الجمهور اصطلحوا على هذا .




            الخدمات العلمية