الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - الأول : كلتاهما كلية موجبة . كل بر مقتات ، وكل بر ربوي ، فينتج : بعض المقتات ربوي ويتبين بعكس الصغرى .

            [ ص: 126 ] الثاني : جزئية موجبة وكلية موجبة . بعض البر مقتات ، وكل بر ربوي ، فينتج [ مثله ] ويتبين كالأول .

            الثالث : كلية موجبة وجزئية موجبة . كل بر مقتات ، وبعض البر ربوي ، فينتج مثله ، ويتبين بعكس الكبرى وجعلها الصغرى وعكس النتيجة .

            الرابع : كلية موجبة وكلية سالبة . كل بر مقتات ، وكل بر لا يباع بجنسه متفاضلا ، فينتج : بعض المقتات لا يباع ويتبين بعكس الصغرى .

            الخامس : جزئية موجبة وكلية سالبة . بعض البر مقتات ، وكل بر لا يباع بجنسه متفاضلا ، فينتج ويتبين مثله .

            السادس : كلية موجبة وجزئية سالبة . كل بر مقتات ، وبعض البر لا يباع [ بجنسه ] فينتج مثله . ويتبين بعكس الكبرى على حكم الموجبة وجعلها الصغرى ، وعكس النتيجة . ويتبين مع جميعه بالخلف أيضا فتأخذ نقيض النتيجة كما تقدم ، إلا أنك تجعلها الكبرى .

            التالي السابق


            ش - الضرب الأول من الشكل الثالث من موجبتين كليتين [ ص: 127 ] ينتج موجبة جزئية . كل بر مقتات ، وكل بر ربوي ، فينتج : بعض المقتات ربوي .

            بيانه بعكس الصغرى ليرتد إلى الأول . ويمكن بيانه أيضا بعكس الكبرى وجعلها صغرى ، ثم عكس النتيجة .

            الضرب الثاني من موجبتين والكبرى كلية ، ينتج أيضا موجبة جزئية بعض البر مقتات ، وكل بر ربوي ، فبعض المقتات ربوي .

            ويتبين أيضا بعكس الصغرى . ولا يمكن بيانه بعكس الكبرى ، وإلا لصار القياس عن جزئيتين في الشكل الأول .

            الضرب الثالث من موجبتين والصغرى كلية فينتج أيضا موجبة جزئية . كل بر مقتات ، وبعض البر ربوي ، فينتج بعض المقتات ربوي .

            بيانه بعكس الكبرى وجعلها صغرى ، ثم عكس النتيجة . ولا يمكن بيانه بعكس الصغرى ، وإلا لصار القياس عن جزئيتين في الأول .

            الضرب الرابع من كليتين والكبرى سالبة ، ينتج سالبة جزئية . كل بر مقتات ، وكل بر لا يباع بجنسه متفاضلا ، فينتج : بعض المقتات لا يباع بجنسه متفاضلا . بيانه بعكس الصغرى . ولا يمكن بعكس الكبرى ، وإلا لصارت الصغرى سالبة في الأول .

            الضرب الخامس من صغرى موجبة جزئية وكبرى سالبة كلية ، فينتج أيضا سالبة جزئية . بعض البر مقتات ، وكل بر لا يباع بجنسه متفاضلا ، فبعض المقتات لا يباع بجنسه متفاضلا . [ ص: 128 ] بيانه بعكس الصغرى ولا يمكن بعكس الكبرى ، وإلا لصار الصغرى سالبة في الأول .

            الضرب السادس من موجبة كلية صغرى وسالبة جزئية كبرى ، فينتج أيضا سالبة جزئية . كل بر مقتات ، وبعض البر لا يباع بجنسه متفاضلا ، فينتج : بعض المقتات لا يباع بجنسه متفاضلا .

            لا يمكن بيانه بعكس الصغرى ، وإلا لصار القياس عن الجزئيتين في الأول . ولا بعكس الكبرى ; لأنها لا تنعكس . وعلى تقدير انعكاسها لا تصلح لأن تكون صغرى في الأول ; لكونها سالبة .

            اللهم إلا أن تكون الكبرى السالبة في حكم الموجبة ، أعني تكون مركبة . أو تكون مستلزمة للمعدولة ، فإنه حينئذ يمكن بيانه بعكس الكبرى وجعلها صغرى ، ثم عكس النتيجة .

            ويتبين هذا الضرب مع جميع باقي الضروب بالخلف . وطريقه في هذا الشكل أن يجعل نقيض النتيجة - لكليته كبرى وصغرى القياس لإيجابها - صغرى ، لينتج من الأول ما يناقض الكبرى .

            مثلا نقول في الضرب السادس : لو لم يصدق قولنا : بعض المقتات لا يباع بجنسه متفاضلا ، لصدق قولنا : كل مقتات يباع بجنسه متفاضلا ، فتجعله كبرى ، والصغرى - وهي قولنا : كل بر مقتات - صغرى ، لينتج قولنا : كل بر يباع بجنسه متفاضلا ، وقد كانت الكبرى : بعض البر لا يباع بجنسه متفاضلا . هذا خلف .




            الخدمات العلمية