الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[فصل]

قال المصنف وقد رتب أبو طالب المكي للقوم ترتيبات في المطاعم فقال : أستحب للمريد ألا يزيد على رغيفين في يوم وليلة قال : ومن الناس من [ ص: 204 ] كان يعمل في الأقوات فيقلها : وكان بعضهم يزن قوته بكربة من كرب النخل وهي تجف كل يوم قليلا فينقص من قوته بمقدار ذلك ، فقال : ومنهم من كان يعمل في الأوقات فيأكل كل يوم ثم يتدرج إلى يومين وثلاثة ، قال : والجوع ينقص دم الفؤاد فيبيضه وفي بياضه نوره ، ويذيب شحم الفؤاد وفي ذوبانه رقته ، وفي رقته مفتاح المكاشفة .

قال المصنف رحمه الله تعالى : وقد صنف لهم أبو عبد الله محمد بن علي الترمذي كتابا سماه رياضة النفوس قال فيه : فينبغي للمبتدي في هذا الأمر أن يصوم شهرين متتابعين توبة من الله ثم يفطر فيطعم اليسير ويأكل كسرة كسرة ، ويقطع الأدام والفواكه واللذة ، ومجالسة الإخوان ، والنظر في الكتب ، وهذه كلها أفراح للنفس فيمنع النفس لذتها حتى تمتلئ غما .

قال المصنف : وقد أخرج لهم بعض المتأخرين الأربعينية . يبقى أحدهم أربعين يوما لا يأكل الخبز ولكنه يشرب الزيوتات ويأكل الفواكه الكثيرة اللذيذة ، فهذه نبذة من ذكر أفعالهم في مطاعمهم يدل مذكورها على مغفلها .

التالي السابق


الخدمات العلمية