الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( * * * ) حديث : { خير ثيابكم البياض ، فاكسوها أحياءكم ، وكفنوا فيها موتاكم }. تقدم في الجمعة ، ويعارضه حديث جابر عند أبي داود مرفوعا : { إذا توفي أحدكم فوجد شيئا فليكفن في ثوب حبرة }. وإسناده حسن . [ ص: 221 ]

746 - ( 16 ) - حديث : { أنه صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب سحولية من كرسف بيض ، ليس فيها قميص ولا عمامة }. متفق عليه من حديث عائشة ، وفي رواية أبي داود : في ثلاثة أثواب يمانية بيض وفي رواية للنسائي : فذكر لعائشة قولهم : في ثوبين وبرد حبرة . فقال : قد أتي بالبرد ، ولكنهم ردوه ، ولمسلم : أما الحلة فإنما شبه على الناس ، أنها اشتريت له ليكفن فيها فتركت .

( تنبيه ) :

السحولية نسبة لسحول موضع باليمن ، وهو بفتح السين وضم الحاء المهملتين ويروى بضم أوله .

( فائدة ) :

روى أبو داود عن ابن عباس { أنه كفن صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب : قميصه الذي مات فيه ، وحلة نجرانية }. تفرد به يزيد بن أبي زياد وقد تغير ، وهذا من ضعيف حديثه .

وقد روى ابن عدي من طريق أخرى عن ابن عباس { أنه صلى الله عليه وسلم كفن في قطيفة حمراء }. وفيه قيس بن الربيع وهو ضعيف ، وكأنه اشتبه بحديث عليه بحديث : جعل في قبره قطيفة حمراء ، فإنه مروي بالإسناد المذكور بعينه ، وروى البزار وابن عدي في الكامل من طريق جابر بن سمرة [ ص: 222 ] { كفن النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب : قميص ، وإزار ، ولفافة }. تفرد به ناصح وهو ضعيف .

وروى ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والبزار عن علي : { كفن النبي صلى الله عليه وسلم في سبعة أثواب }. وهو من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن ابن الحنفية ، عن علي ، وابن عقيل سيئ الحفظ يصلح حديثه للمتابعات ; فأما إذا انفرد فيحسن ; وأما إذا خالف فلا يقبل ، وقد خالف هو رواية نفسه ، فروى عن جابر : { أنه صلى الله عليه وسلم كفن في ثوب نمرة }. قلت : وروى الحاكم من أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ما يعضد رواية ابن عقيل ، عن ابن الحنفية ، عن علي ، فالله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية