الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

حاشية الدسوقي على الشرح الكبير

الدسوقي - محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي

صفحة جزء
( وإن ) ( بنى ، أو غرس محبس عليه ) ولو بالوصف كإمام ومدرس ( فإن مات ولم يبين ) شيئا ( فهو وقف ) كما لو بين أنه وقف فلا يورث عنه قل ، أو كثر فإن بين أنه مملوك له استحقه وارثه بالفريضة الشرعية ومفهوم " محبس عليه " أنه لو بنى أجنبي كان له ملكا فله نقضه ، أو قيمته منقوضا وهذا إذا كان الحبس لا يحتاج له ، وإلا فيوفى له من غلته كما لو بنى الناظر ، أو أصلح .

التالي السابق


( قوله : وإن بنى محبس عليه ) أي في الأرض المحبسة . ( قوله : فهو وقف ) استشكل ذلك بأنه لم يحز عن واقفه قبل حصول المانع ويجاب بتبعيته لما بني فيه فأعطي حكمه فهو محوز بحوز الأصل . ( قوله : فإن بين ) أي ولو بعد البناء . ( قوله : استحقه وارثه ) أي استحق ذلك البناء وارثه إذا مات فيكون له قيمته منقوضا ، أو نقضه بفتح النون أي هدمه وأخذ الأنقاض كبناء الأجنبي الآتي كما في بن . ( قوله : لو بنى أجنبي ) أي والحال أنه لم يبين أنه وقف ، أو ملك وأولى إذا بين أنه ملك وأما إذا بين أنه وقف كان وقفا .

والحاصل أن الباني في الوقف إما محبس عليه أو أجنبي وفي كل إما أن يبين قبل موته أن ما بناه ملك أو وقف ، أو لا يبين شيئا فإن بين قبل موته أنه وقف كان وقفا وإن بين أنه ملك كان له أو لوارثه ، وإن لم يبين كان وقفا إن كان ذلك الباني محبسا عليه أو له ، أو لوارثه إن كان أجنبيا فالخلاف بين المحبس عليه والأجنبي عند عدم البيان فقط . ( قوله : فله نقضه ) بفتح النون أي هدمه وأخذ أنقاضه ، أو بضمها بمعنى المنقوض . ( قوله : وهذا ) أي التخيير بين أخذ قيمة النقض أو النقض . ( قوله : لا يحتاج له ) أي لذلك البناء الذي بنى فيه . ( قوله : فيوفى له من غلته ) أي جميع ما صرفه في البناء ويصير ذلك البناء وقفا . ( قوله : كما لو بنى الناظر ، أو أصلح ) أي فإنه يوفى له جميع ما صرفه في البناء ويجعل البناء وقفا .




الخدمات العلمية