الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا إسحاق ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : قلت لأبي سليمان : كان عثمان بن عفان ، وعبد الرحمن بن عوف موسرين ، قال : " اسكت إنما كان عثمان ، وعبد الرحمن خازنين من خزان الله في أرضه ينفقان في وجوه الخير " .

              قال : وسمعت أبا سليمان ، يقول : " هم عاملوا ربهم بقلوبهم " .

              حدثنا إسحاق ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " ربما أقمت في الآية الواحدة خمس ليال ولولا أني بعد أدع الفكر فيها ما جزتها أبدا ، وربما جاءت الآية من القرآن تطير العقل فسبحان الذي رده إليهم بعد " .

              حدثنا إسحاق ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، ح وحدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا الحسين بن عبد الله ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " الرضا عن الله عز وجل ، والرحمة للخلق درجة المرسلين " .

              حدثنا أبي ، ثنا أحمد ، ثنا الحسين ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " ليس العجب ممن لم يجد لذة الطاعة ، إنما العجب ممن وجد لذتها ثم تركها كيف صبر عنها " .

              حدثنا أبي ، ثنا أحمد ، ثنا الحسين ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " من عرف الدنيا عرف الآخرة ، ومن لم يعرف الدنيا لم يعرف الآخرة " ، قال أحمد : يعني الزهد .

              حدثنا إسحاق ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، ح وحدثنا أحمد ، قال قلت لأبي سليمان : أليس قد جاء الحديث : " إن المؤمن ينظر بنور الله " ؟ قال : صدقت ، ولكن أين الذي ينظر بنور الله ؟ قال : وقلت لأبي سليمان : إن فلانا وفلانا لا يقعان على قلبي ، قال : " ولا على قلبي ، ولكن لعلنا إنما أتينا [ ص: 263 ] من قلبي وقلبك فليس فينا خير وليس نحب الصالحين " .

              حدثنا عبد الله ، ثنا إسحاق ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : كان ليحيى بن زكريا قدح يشرب فيه ويتوضأ فمر برجل يشرب بيده ، فقال : أرى هذا قد اجتزى بيده فطرح القدح ، فقال : " هذا مع ما تركته من الدنيا .

              وقلت لأبي سليمان : تبيت عندنا ؟ قال : " ما أحبكم تشغلوني بالنهار وتريدون أن تشغلوني بالليل " .

              وقلت لأبي سليمان : إني قد غبطت بني إسرائيل ، قال : " بأي شيء ويحك ؟ " ، قلت : بثمان مائة سنة وبأربعمائة سنة حتى يصيروا كالشنان البالية والحنايا وكالأوتار ، قال : " ما ظننت إلا أنك قد جئت بشيء لا والله ما يريد الله منا أن تيبس جلودنا على عظامنا ، ولا يريد منا إلا صدق النية فيما عنده ، هذا إذا صدق في عشرة أيام نال ما نال ذاك في عمره " .

              حدثنا إسحاق بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن نائلة ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " كانوا إذا شغلوا لا يشتهوا اللقاء ، فإذا افترقوا التقوا وتواضعوا .

              قال : وسمعت أبا سليمان يقول : " ما شككت فيه من شيء فلا تشكن أن اجتماعكم بالليل بدعة " .

              حدثنا أحمد ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " ما عمل داود عليه السلام عملا قط كان أنفع له من خطيئته ما زال منها خائفا هاربا حتى لحق بربه عز وجل " .

              حدثنا أحمد ، وعبد الله بن محمد ، قالا : ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " كيف يعجب عاقل بعمله ، وإنما يعد العمل نعمة من الله إنما ينبغي له أن يشكر ويتواضع ، وإنما يعجب بعمله القدرية الذين يزعمون أنهم يعملون ، فأما من زعم أنه مستعمل فبأي شيء يعجب " .

              حدثنا أحمد بن عبد الله ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " أرجو أن أكون قد رزقت من الرضا طريقا ، ولو أدخلني النار لكنت بذاك راضيا " .

              قال : ورأيت أبا سليمان أراد أن يلبي فغشي عليه فلما أفاق قال : " يا أحمد ، بلغني أن الرجل إذا حج من غير حله فقال : لبيك اللهم لبيك قال له [ ص: 264 ] الرب : لا لبيك ولا سعديك حتى ترد ما في يديك ، فما يؤمنني أن يقال لي هذا ، ثم لبى " .

              قال : وسمعت أبا سليمان ، يقول : " ليس اتخاذ الحج من بضاعة أهل الورع لا يقضى منه دين ، ولا يشترى منه مصحف ، وما فضل يرد إلى الورثة " .

              حدثنا عبد الرحمن بن محمد الواعظ ، ثنا أحمد بن عيسى بن ماهان ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " ربما سمعت الرجل ، يقول : فؤادي يلحسني من الجوع ، ولولا أني أخاف أن أضعف عن أداء الفرائض ما أكلت شيئا " .

              حدثنا إسحاق بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن يوسف ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : قال لي أبو سليمان : " كيف يترك الدنيا من تأمرونه بترك الدينار والدرهم ، وهم إذا ألقوها أخذتموها أنتم " .

              حدثنا إسحاق ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " لو لم يكن لأهل المعرفة إلا هذه الآية الواحدة لاكتفوا بها : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) " .

              حدثنا إسحاق ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " أي شيء أراد أهل المعرفة ؟ والله ما أرادوا إلا ما سأل موسى عليه السلام " .

              حدثنا إسحاق ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " كل ما شغلك عن الله ، من أهل أو مال أو ولد فهو عليك مشئوم ، فحدثت به مروان بن محمد فقال : صدق والله أبو سليمان .

              قال : وسمعت أبا سليمان ، يقول : " الذي يريد الولد أحمق لا للدنيا ولا للآخرة ، إن أراد أن يأكل أو ينام أو يجامع نغص عليه ، وإن أراد أن يتعبد شغله " .

              حدثنا أبي ، وأبو محمد بن جعفر ، قالا : ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، ثنا أبو حاتم ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال أبو سليمان : " قال لقمان لابنه : يا بني لا تدخل في الدنيا دخولا يضر بآخرتك ، ولا تتركها تركا تكون كلا على الناس " .

              وقال لي أبو سليمان : " ليس العبادة عندنا أن تصف قدميك وغيرك يفت لك ، ولكن ابدأ برغيفيك فأحرزهما ثم تعبد " .

              قال أبو سليمان : " ولا خير [ ص: 265 ] في قلب يتوقع قرع الباب ، يتوقع إنسانا يجيء يعطيه شيئا " .

              قال : وسمعت أبا سليمان يقول : " إذا ذكرت الخطيئة لم أشته أن أموت ، قلت : أبقى لعلي أن أتوب " .

              قال : وسمعت أبا سليمان يقول : " أي شيء يزيد الفاسقون عليكم إذا اشتهيتم شيئا أكلتموه ؟ " .

              حدثنا محمد بن جعفر ، ثنا عبد الله ، ثنا أبو حاتم ، ثنا أحمد ، قال : قلت لأبي سليمان : يجوز للرجل أن يقول : اللهم اجعلني صديقا ؟ قال : " إن عرف في نفسه من خصالهم شيئا وإلا فلا يتعد فإن من الدعاء تعديا " .

              قال أبو سليمان : " وما رأيت صوفيا فيه خير إلا واحدا عبد الله بن مرزوق ، قال : وأنا أرق لهم " .

              قال : وقال صبح لأبي سليمان : طوبى للزاهدين ، فقال أبو سليمان : " طوبى للعارفين .

              قال : وسمعت أبا سليمان يقول في الرجل يتعبد ، ثم يترك العبادة ، ثم يرجع إليها قال : " ليس يبلغ ما كان فيه أبدا ؛ لأنه دخلها أولا ومعه آلة من الخوف ، فلما رجع إليها عاد إليها وليست تلك الآلة معه ، فليس يبلغها أبدا " .

              قال : وقلت لأبي سليمان : يكون الرجل يصيب الشهوات وهو يجد حلاوة العبادة ؟ قال : " ما أعرفه بوجه من الوجوه ، وإن الله تعالى ليفعل بعد في خلقه ما يشاء " .

              قال : وسمعت أبا سليمان يقول : " كل من أكل ليسر أخاه لم يضر أكله ، إن العامل لله لا يخيب إنما يضره إذا أكله شهوة نفسه " - يعني الشهوات - .

              قال : وقلت لأبي سليمان : يأتي على القلب ساعة لا يرتاح ، قال : " لا أعرفه إلا من حدة فكره ، قفزا لقط على السطح - يعني قلب ابن آدم - يقول لا بد من روعة " .

              قال : وسمعت أبا سليمان يقول : " إن استطعت أن لا تعرف بشيء ولا يسار إليك فافعل " .

              قال : وسمعته يقول في قوله عز وجل : " ( ينظرون من طرف خفي ) . قال : أبصار قلوبهم " .

              قال : وقلت لأبي سليمان : سهرت ليلة في ذكر النساء إلى الصباح ، قال : فتغير وجهه وغضب علي فقال : " ويحك أما استحييت منه يراك ساهرا في ذكر النساء ، ولكن كيف تستحي ممن لا تعرف ؟ " .

              قال : وسمعت أبا سليمان يقول : " إذا لذت لك القراءة فلا تركع ولا تسجد ، وإذا لذ لك السجود فلا تركع ولا تقرأ ، الأمر الذي يفتح لك فيه فالزمه " .

              قال : وسمعت أبا سليمان [ ص: 266 ] يقول : " من كان يومه مثل أمسه فهو في نقصان " ، قال : وفسره قال : " كان أمس في شيء ينوي الزيادة ، فلما أصبح اليوم إلى تلك الزيادة فلم ينو الزيادة فترت نيته ، فليس يثبت على هذه الحال " .

              قال : " ولو أراد الواصف أن يصف ما في قلبه ما نطق به لسانه " وفسره فقال : " لا يصف درجة هو فيها حتى يجوزها ويفتر عنها " .

              حدثنا محمد بن عبد الله بن معروف الصفار ، ثنا أبو علي سهل بن علي بن سهل الدوري ، ثنا أبو عمران موسى بن عيسى الجصاص ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " ينبغي للعبد المعني بنفسه أن يميت العاجلة الزائلة المتعقبة بالآفات من قلبه بذكر الموت ، وما وراء الموت من الأهوال والحساب ووقوفه بين يدي الجبار " .

              قال : وسمعت أبا سليمان ، يقول : " الزاهد حقا لا يذم الدنيا ولا يمدحها ، ولا ينظر إليها ولا يفرح بها إذا أقبلت ولا يحزن عليها إذا أدبرت " .

              قال : وسمعته يقول : " إذا جاع القلب وعطش صفا ورق ، وإذا شبع وروي عمي وبار " .

              قال : وسمعت أبا سليمان يقول : " استجلب الزهد بقصر الأمل ، وادفع أسباب الطمع بالإياس والقنوع ، وتخلص إلى راحة القلب بصحة التفويض " .

              قال : وسمعت أبا سليمان ، يقول : " جلساء الرحمن يوم القيامة من جعل فيهم خصال باقية : الكرم ، والحلم ، والعلم ، والحكمة ، والرحمة ، والرأفة ، والفضل ، والصفح ، والإحسان ، والعطف ، والبر ، واللطف " .

              وقال أبو سليمان : " رد سبيل العجب بمعرفة النفس ، وتخلص إلى إجماع القلب بقلة الخطأ ، وتعرض لرقة القلب بمجالسة أهل الخوف ، واستجلب نور القلب بدوام الحزن ، والتمس باب الحزن بدوام الفكرة ، والتمس وجوه الفكرة في الخلوات .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، وعبد الله بن محمد ، قالا : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " كان عطاء السلمي قد اشتد خوفه ، وكان لا يسأل الله الجنة أبدا فإذا ذكرت عنده الجنة قال : نسأل الله العفو " .

              حدثنا أحمد ، وعبد الله ، قالا : ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان [ ص: 267 ] يقول : " أقمت عشرين سنة لم أحتلم فدخلت مكة فأحدثت بها حدثا فما أصبحت حتى احتلمت ، فقلت له : فأي شيء كان ذلك الحدث ؟ قال : تركت صلاة العشاء في المسجد الحرام في جماعة فما أصبحت حتى احتلمت " ، وكان يقول : " الاحتلام عقوبة " .

              قال : وسمعت أبا سليمان يقول : " حيل بيني وبين قيام الليل " ، قال أحمد : كان الذكر يغلب عليه فإذا قام غشي عليه .

              حدثنا أحمد ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " إني لأمرض فأعرف الذنب الذي أمرض به ، وقد أصابني مرض لم أعرف له سببا ، قال : فدخلت على أختي ، فقلت لها : دعوت الله أن يسلط علي المرض ؟ " قالت : نعم ، قال : " لو لم أجد إلا أن أعترض على الحمار لم أدع الحج ، قال أحمد : فخرج إلى الحج .

              حدثنا أحمد ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " ما حجوا ولا رابطوا ولا جاهدوا إلا فرارا من البيت ، ولا يرون ما تقر به أعينهم إلا في البيت " .

              حدثنا عبد الله ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " ضحك العارف التبسم " .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا إسحاق بن أبي حسان ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : قلت لأبي سليمان : إن عبادا أو أحمر بن سباع قد ذهبوا إلى الثغر فقال لي : " إن الأباق عبيد السوء ، والله والله ما فروا إلا منه فكيف يطلبونه في الثغور " .

              حدثنا عبد الله ، ثنا إسحاق ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " الدنيا بغيضة الله من خلقه لم ينظر إليها من يوم خلقها ، ولم ينظر إليها إلى يوم القيامة ، فإذا كان يوم القيامة قال : خذوا منها ما كان لي وألقوا ما سوى ذلك في النار ، قال أحمد : فقلت له : لا ينظر إليها بعين الرحمة ، فسكت ، قال أبو سليمان : " سبحان الذي هو يراها ولا يخفى عليه شيء " .

              حدثنا عبد الله ، ثنا إسحاق ، ثنا أحمد ، قال : قلت له : يا أبا سليمان إنما رجع [ ص: 268 ] إلى الكسب - يعني ابنه سليمان - وطلب الحلال والسنة ، فقال لي : " ليس يفلح قلب يهتم بجمع القراريط " .

              قال : وسمعت أبا سليمان وذكر له رجل فقال : قد وقع على قلبي مقته ، ولكن صف لي حالته ، فقلت : إنه نشأ في الصوف والقرآن وأكل الملون ، فقال : " قد كنت أحب أن يكون ممن وجد طعم الدنيا ثم تركها ؛ لأنه إذا وجد طعمها ثم تركها لم يغتر بها ، فإذا كان ممن لا يجد طعمها لم آمن عليه إذا وجد طعمها أن يرجع إليها " .

              قال : وسمعت أبا سليمان يقول : " ربما وصف لي الرجلان لم أرهما يقع أحدهما على قلبي ولا يقع الآخر " .

              حدثنا عبد الله ، ثنا إسحاق ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " لو عمل إذا عرف كما يعمل قبل أن يعرف لمشى في الهوى ، والعارف إذا صلى ركعتين لم ينصرف عنهما حتى يجد طعمهما " .

              قال : وسمعت أبا سليمان ، يقول : " ما أحسب عملا لا يوجد له في الدنيا لذة يكون له في الآخرة ثواب " .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا إبراهيم بن نائلة ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : خرجت مع أبي سليمان فمررنا على زرع ، وإذا طائران يلتقطان الحب فلما شبعا أراد الذكر الأنثى ، فقال : يا أحمد انظر فيما كان لما شبعا دعته بطنه إلى ما ترى " .

              حدثنا إسحاق بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن يوسف ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " قد وجدت لكل شيء حيلة إلا هذا الذهب والفضة فإني لم أجد لإخراجه من القلب حيلة " .

              حدثنا إسحاق ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " لترك الشهوة ثواب ولفعلها عقوبة ، فإذا ندم رفعت عنه العقوبة ، وإن تمادى قامت عليه العقوبة " .

              قال عمر بن الخطاب في قوله تعالى : ( أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ) قال : " ذهب بالشهوات منها " .

              قال : وسمعت أبا سليمان يقول في قوله تعالى : " ( وجزاهم بما صبروا ) قال : بما صبروا عن الشهوات " .

              قال : وسمعت أبا سليمان يقول : " خذ الكيزان تجد الماء " ، يريد بذلك أخرج الدنيا من القلب تجد الحكمة فيه .

              حدثنا إسحاق ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : قال لي أبو سليمان : " إن [ ص: 269 ] استطعت أن لا تعرف بشيء فافعل " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية