الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني يحيى بن عثمان الحربي ، ثنا أبو المليح الرقي ، عن ميمون ، قال : لا تعذب المملوك ولا تضرب المملوك في كل ذنب ، ولكن احفظ ذاك له فإذا عصى الله عز وجل [ ص: 89 ] فعاقبه على معصية الله تعالى وذكره الذنوب التي أذنب بينك وبينه .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا علي بن ثابت ، ثنا جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران . قال : ما من صدقة أفضل من كلمة حق عند إمام جائر .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا علي بن ثابت ، حدثني جعفر ، عن ميمون ، قال : ما أقل أكياس الناس ، لا يبصر الرجل أمره حتى ينظر إلى الناس وإلى ما أمروا به ، وإلى ما قد أكبوا عليه من الدنيا ، فيقول : ما هؤلاء إلا أمثال الأباعر التي لا هم لها إلا ما تجعل في أجوافها ، حتى إذا أبصر غفلتهم نظر إلى نفسه ، فقال : والله إني لأراني من شرهم بعيرا واحدا .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا كثير بن هشام ، ثنا جعفر بن برقان ، قال : سمعت ميمون بن مهران يقول : إن العبد إذا أذنب ذنبا نكت في قلبه بذلك الذنب نكتة سوداء ، فإن تاب محيت من قلبه فترى قلب المؤمن مجلى مثل المرآة ، ما يأتيه الشيطان من ناحية إلا أبصره ، وأما الذي يتتابع في الذنوب فإنه كلما أذنب ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء ، فلا يزال ينكت في قلبه حتى يسود قلبه ، ولا يبصر الشيطان من حيث يأتيه .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة ، ثنا كثير بن هشام ، ثنا جعفر بن برقان ، قال : سمعت ميمون بن مهران ، يقول : لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكه ، حتى يعلم من أين مطعمه ، ومن أين ملبسه ، ومن أين مشربه ، أمن حل ذلك أم من حرام .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة ، ثنا كثير بن هشام ، ثنا جعفر بن برقان ، قال : كان ميمون بن مهران يقول : في المال ثلاث خصال ، إن نجا رجل من خصلة كان قمنا أن لا ينجو من اثنتين ، وإن نجا من اثنتين ، كان قمنا أن لا ينجو من الثالثة ، ينبغي للمال أن يكون أصله من طيب ، [ ص: 90 ] فأيكم الذي يسلم كسبه فلم يدخله إلا طيبا ، فإن سلم من هذه فينبغي له أن يؤدي الحقوق التي في ماله ، فإن سلم من هذه فينبغي له أن يكون في نفقته ليس بمسرف ولا مقتر ، قال : وسمعت ميمونا يقول : أهون الصوم ترك الطعام والشراب .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا يحيى بن عثمان الحربي ، ثنا أبو المليح ، عن ميمون بن مهران ، قال : ما نال رجل من جسيم الخير نبي ولا غيره إلا بالصبر .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني يحيى بن عثمان ، ثنا أبو المليح ، عن ميمون بن مهران : أنه أتاه رجل فقال له : لا يزال الناس بخير ما كنت فيهم ، قال : لا يزال الناس بخير ما اتقوا الله .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني يحيى بن عثمان ، ثنا أبو المليح ، عن ميمون بن مهران ، أنه كان يقول : الدنيا حلوة خضرة قد حفت بالشهوات ، والشيطان عدو حاضر فطن ، وأمر الآخرة آجل ، وأمر الدنيا عاجل .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن سعيد الرقي ، ثنا أبو عمرو هلال ، ثنا الخضر ، ثنا ابن علية ، عن يونس - يعني - ابن عبيد ، قال : كان طاعون قبل بلاد ميمون ، فكتبت إليه أن اسأله عن أهله ، فكتب إلي بلغني كتابك تسألني عن أهلي ، وأنه مات من أهلي وخاصتي سبعة عشر إنسانا ، وإني أكره البلاء إذا أقبل ، فإذا أدبر لم يسرني أنه لم يكن ، أما أنت فعليك بكتاب الله ، وإن الناس قد لهوا عنه -يعني نسوه - واختاروا عليه الأحاديث ، أحاديث الرجال ، وإياك والمراء في الدين .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن سعيد ، ثنا أحمد بن بزيغ الرقي ، ثنا أبي بزيغ ، قال : سمعت عمرو بن ميمون بن مهران ، يقول : كنت مع أبي ونحن نطوف بالكعبة ، فلقي أبي شيخ فعانقه أبي ومع الشيخ فتى نحوا مني ، فقال له أبي : من هذا ؟ فقال : ابني ، فقال : كيف رضاك عنه ؟ قال :ما بقيت خصلة [ ص: 91 ] يا أبا أيوب من خصال الخير إلا وقد رأيتها فيه إلا واحدة ، قال : وما هي ؟ كنت أحب أن يموت فأوجر فيه ، ثم فارقه أبي ، فقلت : من هذا الشيخ ؟ فقال : مكحول .

              حدثنا أبو بكر الآجري ، ثنا عبد الله بن محمد العطشي ، حدثنا إبراهيم بن الجنيد ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا منقذ بن بكر ، ثنا مسمع بن عاصم ، عن هشام بن حسان ، عن ميمون بن مهران : أن راهبا دخل على عمر بن عبد العزيز ، فقال له - عمر : ألم أخبر أنك تديم البكاء فمم ذاك ؟ قال : إني والله يا أمير المؤمنين عهدت الناس وما شيء آثر من دينهم ، وما شيء اليوم آثر عندهم من دنياهم ، فعلمت أن الموت اليوم خير للبر والفاجر ، قال : فلما خرج قال - عمر : صدق يا أبا أيوب الراهب .

              حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ، ثنا الحسن بن محمد ، ثنا أبو زرعة الرازي ، ثنا سعيد بن حفص النفيلي ، ثنا أبو المليح ، عن ميمون ، قال : إنما الفاسق بمنزلة السبع ، فإذا كلمت فيه فخليت سبيله ، فقد خليت سبعا عن المسلمين .

              حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا الحسن بن أحمد ، ثنا أبو زرعة ، ثنا عبد الجبار بن عاصم ، ثنا أبو المليح ، عن ميمون ، قال : من سره أن يعلم ما منزلته غدا فلينظر ما عمله في الدنيا فعليه ينزل .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا علي بن سعيد ، ثنا جعفر بن محمد الراسبي ، ثنا عمرو بن عثمان ، ثنا فياض الرقي ، ثنا جعفر بن برقان ، قال : إذا ثبتت المودة فلا بأس وإن طال المكث .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الله بن ميمون الرقي ، ثنا الحسن أبو المليح ، عن ميمون ، قال : لا تجد غريما أهون عليك من بطنك أو ظهرك .

              حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا عبد الله بن ميمون ، ثنا الحسن ، عن حبيب بن أبي مرزوق ، قال : رأيت على ميمون جبة [ ص: 92 ] صوف تحت ثيابه فقلت : ما هذا ؟ قال : نعم ، فلا تخبر به أحدا .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني يحيى بن عثمان ، ثنا أبو المليح ، عن ميمون ، قال : من أساء سرا فليتب سرا ، ومن أساء علانية فليتب علانية ، فإن الله يغفر ولا يعير ، والناس يعيرونك ولا يغفرون .

              حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا عبد الله بن ميمون ، عن أبي المليح ، عن ميمون ، قال : شر الناس العيابون ، ولا يلبس الكتان إلا غني أو غوي .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الله بن ميمون ، ثنا الحسن ، عن ميمون ، قال : يا ابن آدم خفف عن ظهرك ، فإن ظهرك لا يطيق كل الذي تحمل عليه من ظلم هذا ، وأكل مال هذا ، وشتم هذا ، وكل هذا تحمله على ظهرك فخفف عن ظهرك ، وقال ميمون : إن أعمالكم قليلة فأخلصوا هذا القليل ، وقال ميمون : ما أتى قوم في ناديهم المنكر إلا عند هلاكهم .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، أخبرت عن نصر بن يزيد ، ثنا أبو المليح ، قال : قرأ ميمون : ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) فرق حتى بكى ، ثم قال : ما سمع الخلائق بعتب أشد منه قط .

              حدثنا محمد بن بدر ، ثنا حماد بن مدرك ، ثنا سهل بن بكار ، ثنا أبو عوانة ح . وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا خالد ، قالا : عن حصين بن عبد الرحمن ، عن ميمون ، قال : أربع لا تكلم فيهن : علي وعثمان والقدر والنجوم .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا كثير بن هشام ، ثنا جعفر بن برقان ، قال : سمعت ميمون بن مهران يقول : إياكم وكل هوى يسمى بغير الإسلام .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا سليمان بن توبة ، ثنا شبابة ، حدثني فرات بن السائب ، قال : [ ص: 93 ] سألت ميمون بن مهران قلت : علي أفضل عندك أم أبو بكر وعمر ؟ قال : فارتعد حتى سقطت عصاه من يده ، ثم قال :ما كنت أظن أن أبقى إلى زمان يعدل بهما ، ذرهما كانا رأسي الإسلام ورأسي الجماعة ، فقلت : فأبو بكر كان أول إسلاما أو علي ؟ قال : والله لقد آمن أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم زمن بحيرا الراهب حين مر به واختلف فيما بينه وبين خديجة رضي الله تعالى عنها حتى أنكحها إياه وذلك كله قبل أن يولدعلي .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية