الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم ) .

                                                                                                                                                                                                                                            الحكم العاشر : الإكراه على الزنا ، قوله تعالى : ( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا [ ص: 192 ] لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم ) .

                                                                                                                                                                                                                                            اعلم أنه تعالى لما بين ما يلزم من تزويج العبيد والإماء وكتابتهم ، أتبع ذلك بالمنع من إكراه الإماء على الفجور ، وهاهنا مسائل :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : اختلفوا في سبب نزولها على وجوه :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : كان لعبد الله بن أبي المنافق ست جوار ، معاذة ومسيكة وأميمة وعمرة وأروى وقتيلة يكرههن على البغاء ، وضرب عليهن ضرائب فشكت [ ا ] ثنتان منهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : أن عبد الله بن أبي أسر رجلا فراود الأسير جارية عبد الله ، وكانت الجارية مسلمة فامتنعت الجارية لإسلامها وأكرهها ابن أبي على ذلك رجاء أن تحمل من الأسير فيطلب فداء ولده فنزلت .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : روى أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " جاء عبد الله بن أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جارية من أجمل النساء تسمى معاذة ، فقال يا رسول الله هذه لأيتام فلان ، أفلا نأمرها بالزنا فيصيبون من منافعها ؟ فقال عليه الصلاة والسلام لا ، فأعاد الكلام " فنزلت الآية .

                                                                                                                                                                                                                                            وقال جابر بن عبد الله " جاءت جارية لبعض الناس فقالت : إن سيدي يكرهني على البغاء " فنزلت الآية .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية