الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 848 ) فصل : إذا ترك ظهرا وعصرا من يومين ، لا يدري أيهما أولا . ففي ذلك روايتان : إحداهما ، أنه يجزئ أن يتحرى أيهما نسي أولا ، فيقضيها ، ثم يقضي الأخرى . نقل الأثرم عن أحمد أنه يعمل على أكثر ذلك في نفسه ثم يقضي . يعني أنه يتحرى أيهما نسي أولا فيقضيها ، ثم يقضي الأخرى . وهذا قول أبي يوسف ، ومحمد ; لأن الترتيب مما تبيح الضرورة تركه ، بدليل ما إذا تضايق الوقت أو نسي الفائتة ، فيدخله التحري كالقبلة . والرواية الثانية : أنه يصلي الظهر ثم العصر بغير تحر .

                                                                                                                                            نقلها مهنا ; لأن التحري فيما فيه أمارة ، وهذا لا أمارة فيه يرجع إليها ، فرجع فيه إلى ترتيب الشرع ويحتمل أن يلزمه صلاة الظهر ، ثم العصر ، ثم الظهر أو العصر ثم الظهر ثم العصر ; لأنه أمكنه أداء فرضه بيقين ، فلزمه كما لو نسي صلاة من يوم لا يعلم عينها ، وقد نقل أبو داود ، عن أحمد ، في رجل فرط في صلاة يوم العصر ، ويوم الظهر ، صلوات لا يعرفها قال : يعيد حتى لا يكون في قلبه شيء . وظاهر هذا أنه يقضي حتى يتيقن براءة ذمته . وهذا مذهب أبي حنيفة

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية