الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( ولا يقع ) الطلاق ( بمشيئة صبي و ) لا ( صبية ) ؛ لأن عبارتهما ملغاة في التصرفات كالمجنون ( وقيل يقع ب ) مشيئة ( مميز ) ؛ لأن لها منه دخلا في اختياره لأبويه ويرد بوضوح الفرق إذ ما هنا تمليك أو يشبهه ومحل الخلاف إن لم يقل إن قلت : شئت [ ص: 118 ] وإلا وقع بمشيئته ؛ لأنه بتعليقه بالقول صرف لفظ المشيئة عن مقتضاه من كونه تصرفا يقتضي الملك أو شبهه هذا هو الذي يتجه في تعليله ، وأما تعليله بأن المعلق عليه حينئذ محض تلفظه بالمشيئة فهو إن لم يرد به ذلك مشكل ؛ لأنه ، وإن لم يقل ذلك المعلق عليه مجرد تلفظه بها لما مر أنه لا يعتبر غيره ( ولا رجوع له قبل المشيئة ) نظرا إلى أنه تعليق ظاهرا ، وإن تضمن تمليكا كما لا يرجع في التعليق بالإعطاء ، وإن تضمن معاوضة

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله : في المتن ، ولا يقع بمشيئة صبي ، ولا صبية ) قال الشارح في شرح الإرشاد ، وإن كملا فورا عند النطق به على الأوجه الذي أفهمه كلامه دون كلام أصله وقول الشارح ما اقتضته عبارة الحاوي غير بعيد ممنوع إذ لا عبرة بقولهما في التصرفات ا هـ ولو بلغا بعد التعليق وتلفظا بالمشيئة بأن كان التعليق بمتى أو بإن لكن حصل البلوغ ثم القبول فورا فالمتجه الوقوع ، وهو المفهوم من تعليل شرح الإرشاد المار قال في الروض

                                                                                                                              ( فرع ) علق بمشيئة الملائكة لم تطلق ؛ لأن لهم مشيئة ، ولم يعلم حصولها قال ، وكذا بمشيئة بهيمة أي لا تطلق ؛ لأنه تعليق بمستحيل ، وكذا لو علق بمشيئة جني أو الجن [ ص: 118 ] لم تطلق كما هو ظاهر ؛ لأن لهم مشيئة كما هو ظاهر ، ولم تعلم

                                                                                                                              ( قوله : وإلا وقع بمشيئته ) أي المميز



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قول المتن ، ولا يقع بمشيئة صبي وصبية ) ولو علق بمشيئة ناقص بصبى أو جنون فشاء فورا بعد كماله لم يقع كما هو ظاهر كلامهم ا هـ مغني عبارة ع ش والعبرة بحال التعليق حتى لو علق الطلاق بالمشيئة وكانت الصيغة صريحة في التراخي وكان المعلق بمشيئته غير مكلف وشاء بعد تكليفه لم يقع ا هـ شيخنا الزيادي ا هـ وفي سم عن شرح الإرشاد للشارح ما نصه ولو بلغا بعد التعليق وتلفظا بالمشيئة بأن كان التعليق بمتى أو بإن لكن حصل البلوغ ثم القبول فورا فالمتجه الوقوع ، وهو المفهوم من التعليل ا هـ

                                                                                                                              ( قوله : بمشيئة ) كذا في أصل الشارح رحمه الله تعالى والمحلى والذي رأيته في نسخة المغني ونسخة النهاية جعل مجموع بمشيئة من المتن فليحرر ا هـ سيد عمر ( قول المتن وقيل يقع بمشيئة مميز ) قضيته أنه لا يقع بمشيئة غيره جزما وبه صرح في الروض وأصلها نعم إن قال المجنون أو لصغير إن قلت : شئت فزوجتي طالق فقال شئت طلقت ا هـ مغني

                                                                                                                              ( قوله : ؛ لأن لها ) أي المشيئة منه أي المميز دخلا إلخ عبارة المغني ؛ لأن مشيئته معتبرة في اختيار أحد أبويه ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله إذ ما هنا تمليك ) كذا في أصله رحمه الله تعالى ولو قال تملك لكان أنسب ا هـ سيد عمر

                                                                                                                              ( قوله : [ ص: 118 ] بمشيئته ) أي المميز ا هـ سم وتقدم عن المغني آنفا ما يفيد أن التمييز ليس بقيد هنا

                                                                                                                              ( قوله : فهو ) أي التعليل الثاني ، وقوله : ذلك نائب فاعل لم يرد والإشارة إلى التعليل الأول

                                                                                                                              ( قوله : مشكل ) خبر فهو

                                                                                                                              ( قوله : وإن لم يقل ذلك ) أي إن قلت شئت

                                                                                                                              ( قوله : لما مر ) أي في شرح وقيل لا يقع باطنا

                                                                                                                              ( قوله : نظرا إلى أنه ) إلى قول المتن ولو علق في النهاية والمغني




                                                                                                                              الخدمات العلمية