الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى : وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم فيه ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : ميثاقهم على قومهم أن يؤمنوا بهم ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : ميثاق الأمم على الأنبياء أن يبلغوا الرسالة إليهم ، قاله الكلبي .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : ميثاق الأنبياء أن يصدق بعضهم بعضا ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم روى قتادة عن الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله تعالى : وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح قال (كنت أولهم في الخلق وآخرهم في البعث) .

                                                                                                                                                                                                                                        وأخذنا منهم ميثاقا غليظا فيه ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : أن الميثاق الغليظ تبليغ الرسالة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : يصدق بعضهم بعضا .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : أن يعلنوا أن محمدا رسول الله ، ويعلن محمد أنه لا نبي بعده . وفي ذكر من سمى من الأنبياء مع دخولهم في ذكر النبيين وجهان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : تفضيلا لهم .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : لأنهم أصحاب الشرائع .

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى : ليسأل الصادقين عن صدقهم فيه أربعة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 378 ] أحدها : ليسأل الأنبياء عن تبليغهم الرسالة إلى قومهم ، حكاه النقاش .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : ليسأل الأنبياء عما أجابهم به قومهم ، حكاه النقاش ابن عيسى .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : ليسأل الأنبياء عن الوفاء بالميثاق الذي أخذه عليهم ، حكاه ابن شجرة .

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع : ليسأل الأفواه الصادقة عن القلوب المخلصة .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية