الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون [ ص: 384 ] فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله الآية والتي بعدها نزلت في ثعلبة بن حاطب الأنصاري. وفي سبب نزولها قولان: أحدهما: أنه كان له مال بالشام خاف هلاكه فنذر أن يتصدق منه ، فلما قدم عليه بخل به ، قاله الكلبي . والثاني: أن مولى لعمر قتل رجلا لثعلبة فوعد إن أوصل الله الدية إليه أخرج حق الله تعالى منها ، فلما وصلت إليه بخل بحق الله تعالى أن يخرجه ، قاله مقاتل . وقيل إن ثعلبة لما بلغه ما نزل فيه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأله أن يقبل منه صدقته فقال: (إن الله تعالى منعني أن أقبل منك صدقتك فجعل يحثي على رأسه التراب وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبل منه شيئا).

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية