الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : أفرأيت الذي كفر بآياتنا الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج سعيد بن منصور ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، ومسلم والترمذي ، والبزار ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل، عن خباب بن الأرت قال : كنت رجلا قينا، وكان لي على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه، فقال : لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد . فقلت لا والله لا أكفر بمحمد حتى تموت، ثم تبعث، قال : فإني إذا مت ثم بعثت جئتني ولي ثم مال وولد فأعطيك، فأنزل الله : ( أفرأيت الذي كفر بآياتنا ) إلى قوله : ( ويأتينا فردا ) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 128 ] وأخرج الطبراني عن خباب قال : عملت للعاص بن وائل عملا، فأتيته أتقاضاه، فقال : إنكم تزعمون أنكم ترجعون إلى مال وولد، وإني راجع إلى مال وولد، فإذا رجعت إلي ثم أعطيتك . فأنزل الله : ( أفرأيت الذي كفر بآياتنا ) الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس : أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يطلبون العاص بن وائل بدين فأتوه يقايضونه، فقال : ألستم تزعمون أن في الجنة ذهبا وفضة وحريرا، ومن كل الثمرات؟ قالوا : بلى ، قال : فإن موعدكم الآخرة ، والله لأوتين مالا وولدا، ولأوتين مثل كتابكم الذي جئتم به ، فقال الله : أفرأيت الذي كفر بآياتنا الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن قال : كان لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دين على رجل من المشركين، فأتاه يتقاضاه، فقال : ألست مع هذا الرجل؟ قال : نعم ، قال : أليس يزعم أن لكم جنة ونارا وأموالا وبنين؟ قال : بلى ، قال : اذهب فلست بقاضيك إلا ثمة . فأنزلت : أفرأيت الذي كفر بآياتنا إلى قوله : ويأتينا فردا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : أطلع الغيب يقول : أطلعه الله الغيب؟ يقول : ما له فيه؟ أم اتخذ عند الرحمن عهدا بعمل صالح قدمه ؟

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 129 ] وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : أم اتخذ عند الرحمن عهدا قال : لا إله إلا الله يرجو بها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية