الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : والذين يؤذون المؤمنين الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج الفريابي ، وابن سعد في "الطبقات"، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات قال : يقفون، بغير ما اكتسبوا يقول : بغير ما عملوا، فقد احتملوا بهتانا قال : إثما .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال : يلقى الجرب على أهل النار، [ ص: 138 ] فيحكون حتى تبدو العظام، فيقولون : ربنا بم أصابنا هذا؟ فيقال : بأذاكم المسلمين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : إياكم وأذى المؤمن فإن الله يحوطه ويغضب له، وقد زعموا أن عمر بن الخطاب قرأها ذات يوم فأفزعه ذلك، حتى ذهب إلى أبي بن كعب، فدخل عليه فقال : يا أبا المنذر، إني قرأت آية من كتاب الله تعالى فوقعت مني كل موقع : والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات والله إني لأعاقبهم وأضربهم . فقال له : إنك لست منهم، إنما أنت مؤدب إنما أنت معلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن الشعبي ، أن عمر بن الخطاب قال : إني لأبغض فلانا، فقيل للرجل : ما شأن عمر يبغضك فلما كثر القوم في الدار جاء فقال : يا عمر أفتقت في الإسلام فتقا؟ قال : لا، قال : فجنيت جناية؟ قال : لا، قال : أحدثت حدثا؟ قال : لا، قال : فعلام تبغضني وقد قال الله : والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ؟ فقد آذيتني، فلا غفرها الله لك، فقال عمر : صدق والله ما فتق فتقا، ولا، ولا فاغفرها لي . فلم يزل به حتى غفرها له .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 139 ] وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن ابن عمر : والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات إلى قوله : وإثما مبينا قال : فكيف بمن أحسن إليهم! يضاعف لهم الأجر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني ، وابن مردويه ، وابن عساكر عن عبد الله بن بسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليس مني ذو حسد، ولا نميمة، ولا خيانة، ولا أنا منه . ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في "شعب الإيمان" والحاكم في الكنى، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : أي الربا أربى عند الله؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : أربى الربا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم . ثم قرأ : والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية