الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ألم تر إلى الذين نافقوا الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس : ألم تر إلى الذين نافقوا قال : عبد الله بن أبي ابن سلول، ورفاعة بن تابوت، وعبد الله بن نبتل، وأوس بن قيظي، وإخوانهم بنو النضير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن إسحاق ، وابن المنذر ، وأبو نعيم في «الدلائل»، عن ابن عباس ، أن رهطا من بني عوف بن الحارث، منهم عبد الله بن أبي ابن سلول، ووديعة، ومالك، وسويد، وداعس بعثوا إلى بني النضير أن اثبتوا، وتمنعوا فإنا لا نسلمكم، وإن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن أخرجتم خرجنا معكم، فتربصوا ذلك من نصرهم فلم يفعلوا، وقذف الله في قلوبهم الرعب، فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجليهم ويكف عن دمائهم، على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة، ففعل، فكان الرجل منهم يهدم بيته فيضعه على ظهر بعيره، فينطلق به، فخرجوا إلى خيبر، ومنهم من سار إلى الشام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي قال : قد أسلم ناس من أهل قريظة والنضير، وكان فيهم منافقون، وكانوا يقولون لأهل النضير : لئن أخرجتم لنخرجن معكم، فنزلت فيهم هذه الآية : ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 388 ] وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : ألم تر إلى الذين نافقوا قال : عبد الله بن أبي ابن سلول، ورفاعة بن تابوت، وعبد الله بن نبتل، وأوس بن قيظي، يقولون لإخوانهم قال : النضير، بأسهم بينهم شديد قال : بالكلام، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى قال : المنافقون يخالف دينهم دين النضير، كمثل الذين من قبلهم قريبا قال : كفار قريش يوم بدر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى قال : كذلك أهل الباطل؛ مختلفة شهادتهم، مختلفة أهواؤهم، مختلفة أعمالهم، وهم مجتمعون في عداوة أهل الحق، كمثل الذين من قبلهم قريبا قال : هم بنو النضير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس : تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى قال : هم المشركون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الديلمي، عن علي، قال : المؤمنون بعضهم لبعض نصحاء وادون، وإن افترقت منازلهم، والفجرة بعضهم لبعض غششة خونة، وإن اجتمعت أبدانهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن مجاهد : كمثل الذين من قبلهم قريبا قال : كفار قريش يوم بدر .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 389 ] وأخرج عبد الرزاق ، عن قتادة : كمثل الذين من قبلهم قريبا قال : هم بنو النضير .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية