الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين

                                                                                                                                                                                                فمن أظلم : فمن أشنع ظلما ممن تقول على الله ما لم يقله ، أو كذب ما قاله أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب أي : مما كتب لهم من الأرزاق ، والأعمار حتى إذا جاءتهم رسلنا : حتى غاية لنيلهم نصيبهم واستيفائهم له ، أي : إلى وقت وفاتهم ، وهي : "حتى" التي يبتدأ بعدها الكلام ، والكلام ههنا الجملة الشرطية ، وهي إذا جاءتهم رسلنا قالوا ، و "يتوفونهم" : حال من الرسل ، أي : متوفيهم ، والرسل : ملك الموت وأعوانه ، "وما" : وقعت موصولة بأين في خط المصحف ، وكان حقها أن تفصل ; لأنها موصولة بمعنى : أين الآلهة الذين تدعون ضلوا عنا : غابوا عنا ، فلا نراهم ، ولا ننتفع بهم ; اعترافا منهم بأنهم لم يكونوا على شيء فيما كانوا عليه ، وأنهم لم يحمدوه في العاقبة .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية