الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير

                                                                                                                                                                                                والذين كفروا بعضهم أولياء بعض : ظاهره إثبات الموالاة بينهم ; كقوله تعالى في المسلمين : أولئك بعضهم أولياء بعض " [الأنفال : 72] ، ومعناه : نهى المسلمين عن موالاة الذين كفروا ، وموارثتهم ، وإيجاب مباعدتهم ومصارمتهم ، وإن كانوا أقارب ، وأن يتركوا [ ص: 604 ] يتوارثون بعضهم بعضا ثم قال : إلا تفعلوه أي : إلا تفعلوا ما أمرتكم به من تواصل المسلمين وتولي بعضهم بعضا حتى في التوارث ، تفضيلا لنسبة الإسلام على نسبة القرابة ، ولم تقطعوا العلائق بينكم وبين الكفار ، ولم تجعلوا قرابتهم كلا قرابة تحصل فتنة في الأرض ومفسدة عظيمة ، لأن المسلمين ما لم يصيروا يدا واحدة على الشرك ، كان الشرك ظاهرا والفساد زائدا ، وقرئ : "كثير" بالثاء .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية