الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد

                                                                                                                                                                                                                                        وإذا تولى أدبر وانصرف عنك. وقيل: إذا غلب وصار واليا. سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل كما فعله الأخنس بثقيف إذ بيتهم وأحرق زروعهم وأهلك مواشيهم، أو كما يفعله ولاة السوء بالقتل والإتلاف، أو بالظلم حتى يمنع الله بشؤمه القطر فيهلك الحرث والنسل. والله لا يحب الفساد لا يرتضيه فاحذروا غضبه عليه.

                                                                                                                                                                                                                                        وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم حملته الأنفة وحمية الجاهلية على الإثم الذي يؤمر بإتقانه لجاجا، من قولك أخذته بكذا إذا حملته عليه وألزمته إياه. فحسبه جهنم كفته جزاء وعذابا، وجهنم علم لدار العقاب وهو في الأصل مرادف للنار. وقيل معرب. ولبئس المهاد جواب قسم مقدر والمخصوص بالذم محذوف للعلم به، والمهاد الفراش. وقيل ما يوطأ للجنب.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية