الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آمن الرسول بما أنـزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير

                                                                                                                                                                                                                                      285 - آمن الرسول بما أنـزل إليه من ربه والمؤمنون إن عطف "المؤمنون" على "الرسول" كان الضمير الذي التنوين نائب عنه في كل راجعا إلى الرسول والمؤمنون، أي: كلهم آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ووقف عليه. وإن كان مبتدأ كان عليه "كل" مبتدأ ثانيا، والتقدير: كل منهم، وآمن: خبر المبتدأ [ ص: 233 ] الثاني، والجملة: خبر الأول، وكان الضمير للمؤمنين، ووحد ضمير كل من آمن على معنى: كل واحد منهم آمن. (وكتابه) حمزة، وعلي، يعني: القرآن، أو الجنس. لا نفرق أي: يقولون لا نفرق بل نؤمن بالكل. بين أحد من رسله أحد في معنى الجمع; ولذا دخل عليه بين، وهو لا يدخل إلا على اسم يدل على أكثر من واحد، تقول: المال بين القوم، ولا تقول: المال بين زيد. وقالوا سمعنا أجبنا قولك: وأطعنا أمرك غفرانك أي:اغفر لنا غفرانك، فهو منصوب بفعل مضمر. ربنا وإليك المصير المرجع، وفيه إقرار بالبعث والجزاء. والآية تدل على بطلان الاستثناء في الإيمان، وعلى بقاء الإيمان لمرتكب الكبائر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية