الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير

                                                                                                                                                                                                                                      28 - لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء نهوا أن يوالوا الكافرين لقرابة بينهم، [ ص: 248 ] أو لصداقة قبل الإسلام، أو غير ذلك. وقد قرر ذلك في القرآن. والمحبة في الله والبغض في الله باب عظيم في الإيمان. من دون المؤمنين يعني: أن لكم موالاة المؤمنين مندوحة عن موالاة الكافرين، فلا تؤثروهم عليهم. ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء أي: ومن يوال الكفرة، فليس من ولاية الله في شيء; لأن موالاة الولي وموالاة عدوه متنافيان. إلا أن تتقوا منهم تقاة إلا أن تخافوا من جهتهم أمرا يجب اتقاؤه. أي: إلا أن يكون للكافر عليك سلطان فتخافه على نفسك ومالك، فحينئذ يجوز لك إظهار الموالاة، وإبطال المعاداة. ويحذركم الله نفسه أي: ذاته، فلا تتعرضوا لسخطه بموالاة أعدائه، وهذا وعيد شديد. وإلى الله المصير أي: مصيركم إليه، والعذاب معد لديه، وهو وعيد آخر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية