الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا

                                                                                                                                                                                                                                      37 - الذين يبخلون نصب على البدل من من كان مختالا فخورا وجمع على معنى من، أو على الذم، أو رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: هم الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل (بالبخل) حمزة، وعلي، وهما لغتان كالرشد والرشد، أي: يبخلون بذات أيديهم، وبما في أيدي غيرهم، فيأمرونهم بأن يبخلوا به مقتا للسخاء. قيل: البخل أن يأكل بنفسه، ولا يؤكل غيره، والشح: أن لا يأكل ولا يؤكل، والسخاء: أن يأكل ويؤكل، والجود: أن يؤكل ولا يأكل. ويكتمون ما آتاهم الله من فضله ويخفون ما أنعم الله عليهم به من المال، وسعة الحال. وفي الحديث: "إذا أنعم الله على عبده نعمة أحب أن يرى نعمته على عبده". وبنى عامل للرشيد قصرا حذاء قصره، فنم به، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، [ ص: 358 ] إن الكريم يسره أن يرى أثر نعمته، فأحببت أن أسرك بالنظر إلى آثار نعمتك، فأعجبه كلامه. قيل: نزلت في شأن اليهود الذين كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا أي: يهانون به في الآخرة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية