nindex.php?page=treesubj&link=28982_19537_30175_31791_32022_33953_34091nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول لكم حين أدعي النبوة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31عندي خزائن الله أي: رزقه وأمواله حتى تستدلوا بعدمها على كذبي بقولكم: "وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين" فإن النبوة أعز من أن تنال بأسباب دنيوية، ودعواها بمعزل عن ادعاء المال والجاه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أعلم الغيب أي: لا أدعي في قولي "إني لكم نذير مبين" ، "إنى أخاف عليكم عذاب يوم أليم" علم الغيب حتى تسارعوا إلى الإنكار والاستبعاد
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول إني ملك حتى تقولوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27 (ما نراك إلا بشرا مثلنا) فإن البشرية ليست من موانع النبوة، بل من مبادئها، يعني أنكم اتخذتم فقدان هذه الأمور الثلاثة ذريعة إلى تكذيبي، والحال أني لا أدعي شيئا من ذلك، ولا الذي أدعيه يتعلق بشيء منها، وإنما يتعلق بالفضائل النفسانية التي بها تتفاوت مقادير البشر
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول مساعدة لكم كما تقولون
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31للذين تزدري أعينكم أي: تقتحمهم وتحتقرهم، من (زراه إذا عابه) وإسناد الازدراء إلى أعينهم بالنظر إلى قولهم "وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا" إما للإشعار بأن ذلك لقصور نظرهم، ولو تدبروا في شأنهم ما فعلوا ذلك، أي: لا أقول في شأن الذين استرذلتموهم لفقرهم من المؤمنين
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لن يؤتيهم الله خيرا في الدنيا أو في الآخرة، فعسى الله أن يؤتيهم خيري الدارين.
إن قلت: هذا القول ليس مما تستنكره الكفرة، ولا مما يتوهمون صدوره عنه - صلى الله عليه وسلم - أصالة أو استتباعا كادعاء الملكية وعلم الغيب وحيازة الخزائن مما نفاه - صلى الله عليه وسلم - عن نفسه بطريق التبرؤ والتنزه عنه - فمن أي وجه عطف نفيه على نفيها؟ قلت: من جهة أن كلا النفيين رد لقياسهم الباطل الذي تمسكوا به فيما سلف، فإنهم زعموا أن النبوة تستتبع الأمور المذكورة، وأنها لا تتسنى ممن ليس على تلك الصفات، فإن العثور على مكانها واغتنام مغانهما ليس من دأب الأراذل، فأجاب - صلى الله عليه وسلم - بنفي ذلك جميعا، فكأنه قال: لا أقول: وجود تلك الأشياء من مواجب النبوة ولا عدم المال والجاه من موانع الخير.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31الله أعلم بما في أنفسهم من الإيمان، وإنما اقتصر على نفي القول المذكور مع أنه - صلى الله عليه وسلم - جازم بأن الله سبحانه سيؤتيهم خيرا عظيما في الدارين، وأنهم على يقين راسخ في الإيمان جريا على سنن الإنصاف مع القوم، واكتفاء بمخالفة كلامهم، وإرشادا
[ ص: 204 ] لهم إلى مسلك الهداية بأن اللائق لكل أحد أن لا يبت القول إلا فيما يعلمه يقينا، ويبني أموره على الشواهد الظاهرة، ولا يجازف فيما ليس فيه على بينة ظاهرة.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31إني إذا أي: إذا قلت ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لمن الظالمين لهم بحط مرتبتهم ونقص حقوقهم، أو من الظالمين لأنفسهم بذلك، فإن وباله راجع إلى أنفسهم، وفيه تعريض بأنهم ظالمون في ازدرائهم واسترذالهم، وقيل: إذا قلت شيئا مما ذكر من ادعاء الملكية، وعلم الغيب، وحيازة الخزائن -وهو بعيد - لأن تبعة تلك الأقوال مغنية عن التعليل بلزوم الانتظام في زمرة الظالمين.
nindex.php?page=treesubj&link=28982_19537_30175_31791_32022_33953_34091nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهِ خَيْرًا اللَّهِ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلا أَقُولُ لَكُمْ حِينَ أَدَّعِي النُّبُوَّةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ أَيْ: رِزْقُهُ وَأَمْوَالُهُ حَتَّى تَسْتَدِلُّوا بِعَدَمِهَا عَلَى كَذِبِي بِقَوْلِكُمْ: "وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ" فَإِنَّ النُّبُوَّةَ أَعَزُّ مِنْ أَنْ تُنَالَ بِأَسْبَابٍ دُنْيَوِيَّةٍ، وَدَعَوَاهَا بِمَعْزِلٍ عَنِ ادِّعَاءِ الْمَالِ وَالْجَاهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ أَيْ: لَا أَدَّعِي فِي قَوْلِي "إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ" ، "إِنَّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ" عِلْمَ الْغَيْبِ حَتَّى تُسَارِعُوا إِلَى الْإِنْكَارِ وَالِاسْتِبْعَادِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ حَتَّى تَقُولُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27 (مَا نَرَاكَ إِلا بَشَرًا مِثْلَنَا) فَإِنَّ الْبَشَرِيَّةَ لَيْسَتْ مِنْ مَوَانِعِ النُّبُوَّةِ، بَلْ مِنْ مَبَادِئِهَا، يَعْنِي أَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ فُقْدَانَ هَذِهِ الْأُمُورِ الثَّلَاثَةِ ذَرِيعَةً إِلَى تَكْذِيبِي، وَالْحَالُ أَنِّي لَا أَدَّعِي شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَلَا الَّذِي أَدَّعِيهِ يَتَعَلَّقُ بِشَيْءٍ مِنْهَا، وَإِنَّمَا يَتَعَلَّقُ بِالْفَضَائِلِ النَّفْسَانِيَّةِ الَّتِي بِهَا تَتَفَاوَتُ مَقَادِيرُ الْبَشَرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلا أَقُولُ مُسَاعَدَةً لَكُمْ كَمَا تَقُولُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ أَيْ: تَقْتَحِمُهُمْ وَتَحْتَقِرُهُمْ، مِنْ (زَرَاهُ إِذَا عَابَهُ) وَإِسْنَادُ الِازْدِرَاءِ إِلَى أَعْيُنِهِمْ بِالنَّظَرِ إِلَى قَوْلِهِمْ "وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا" إِمَّا لِلْإِشْعَارِ بِأَنَّ ذَلِكَ لِقُصُورِ نَظَرِهِمْ، وَلَوْ تَدَبَّرُوا فِي شَأْنِهِمْ مَا فَعَلُوا ذَلِكَ، أَيْ: لَا أَقُولُ فِي شَأْنِ الَّذِينَ اسْتَرْذَلْتُمُوهُمْ لِفَقْرِهِمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا فِي الدُّنْيَا أَوْ فِي الْآخِرَةِ، فَعَسَى اللَّهُ أَنَّ يُؤْتِيَهُمْ خَيْرَيِ الدَّارَيْنِ.
إِنْ قُلْتَ: هَذَا الْقَوْلُ لَيْسَ مِمَّا تَسْتَنْكِرُهُ الْكَفَرَةُ، وَلَا مِمَّا يَتَوَهَّمُونَ صُدُورَهُ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَصَالَةً أَوِ اسْتِتْبَاعًا كَادِّعَاءِ الْمَلَكِيَّةِ وَعِلْمِ الْغَيْبِ وَحِيَازَةِ الْخَزَائِنِ مِمَّا نَفَاهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ نَفْسِهِ بِطَرِيقِ التَّبَرُّؤِ وَالتَّنَزُّهِ عَنْهُ - فَمِنْ أَيِّ وَجْهٍ عُطِفَ نَفْيُهُ عَلَى نَفْيِهَا؟ قُلْتُ: مِنْ جِهَةِ أَنَّ كِلَا النَّفْيَيْنِ رَدٌّ لِقِيَاسِهِمُ الْبَاطِلِ الَّذِي تَمَسَّكُوا بِهِ فِيمَا سَلَفَ، فَإِنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّ النُّبُوَّةَ تَسْتَتْبِعُ الْأُمُورَ الْمَذْكُورَةَ، وَأَنَّهَا لَا تَتَسَنَّى مِمَّنْ لَيْسَ عَلَى تِلْكَ الصِّفَاتِ، فَإِنَّ الْعُثُورَ عَلَى مَكَانِهَا وَاغْتِنَامَ مَغَانِهِمَا لَيْسَ مِنْ دَأْبِ الْأَرَاذِلِ، فَأَجَابَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنَفْيِ ذَلِكَ جَمِيعًا، فَكَأَنَّهُ قَالَ: لَا أَقُولُ: وُجُودُ تِلْكَ الْأَشْيَاءِ مِنْ مَوَاجِبِ النُّبُوَّةِ وَلَا عَدَمُ الْمَالِ وَالْجَاهِ مِنْ مَوَانِعِ الْخَيْرِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنَ الْإِيمَانِ، وَإِنَّمَا اقْتُصِرَ عَلَى نَفْيِ الْقَوْلِ الْمَذْكُورِ مَعَ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَازِمٌ بِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ سَيُؤْتِيهِمْ خَيْرًا عَظِيمًا فِي الدَّارَيْنِ، وَأَنَّهُمْ عَلَى يَقِينٍ رَاسِخٍ فِي الْإِيمَانِ جَرْيًا عَلَى سُنَنِ الْإِنْصَافِ مَعَ الْقَوْمِ، وَاكْتِفَاءً بِمُخَالَفَةِ كَلَامِهِمْ، وَإِرْشَادًا
[ ص: 204 ] لَهُمْ إِلَى مَسْلَكِ الْهِدَايَةِ بِأَنَّ اللَّائِقَ لِكُلِّ أَحَدٍ أَنْ لَا يَبُتَّ الْقَوْلَ إِلَّا فِيمَا يَعْلَمُهُ يَقِينًا، وَيَبْنِي أُمُورَهُ عَلَى الشَّوَاهِدِ الظَّاهِرَةِ، وَلَا يُجَازِفُ فِيمَا لَيْسَ فِيهِ عَلَى بَيِّنَةٍ ظَاهِرَةٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31إِنِّي إِذًا أَيْ: إِذَا قُلْتُ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لَمِنَ الظَّالِمِينَ لَهُمْ بِحَطِّ مَرْتَبَتِهِمْ وَنَقْصِ حُقُوقِهِمْ، أَوْ مِنَ الظَّالِمِينَ لِأَنْفُسِهِمْ بِذَلِكَ، فَإِنَّ وَبَالَهُ رَاجِعٌ إِلَى أَنْفُسِهِمْ، وَفِيهِ تَعْرِيضٌ بِأَنَّهُمْ ظَالِمُونَ فِي ازْدِرَائِهِمْ وَاسْتِرْذَالِهِمْ، وَقِيلَ: إِذَا قُلْتُ شَيْئًا مِمَّا ذُكِرَ مِنِ ادِّعَاءِ الْمَلَكِيَّةِ، وَعِلْمِ الْغَيْبِ، وَحِيَازَةِ الْخَزَائِنِ -وَهُوَ بَعِيدٌ - لِأَنَّ تَبِعَةَ تِلْكَ الْأَقْوَالِ مُغْنِيَةٌ عَنِ التَّعْلِيلِ بِلُزُومِ الِانْتِظَامِ فِي زُمْرَةِ الظَّالِمِينَ.