الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون

                                                                                                                                                                                                                                      قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله بعدما حقق تفرده تعالى بالألوهية ببيان اختصاصه بالقدرة الكاملة التامة والرحمة الشاملة العامة عقبه بذكر ما هو من لوازمه وهو اختصاصه بعلم الغيب تكميلا لما قبله وتمهيدا لما بعده من أمر البعث والاستثناء منقطع ، ورفع المستثنى على اللغة التميمية للدلالة على استحالة علم الغيب من أهل السموات والأرض بتعليقه بكونه سبحانه وتعالى منهم ، كأنه قيل : إن كان الله تعالى ممن فيهما ففيهم من يعلم الغيب ، أو متصل على أن المراد بمن في السموات والأرض : من تعلق علمه بهما واطلع عليهما اطلاع الحاضر فيهما ، فإن ذلك معنى مجازي عام له تعالى ولأولي العلم من خلقه . و"من" موصولة أو موصوفة .

                                                                                                                                                                                                                                      وما يشعرون أيان يبعثون أي : متى ينشرون من القبور مع كونه مما لا بد لهم منه ومن أهم الأمور عندهم . و"أيان" مركبة من : "أي" و "آن" . وقرئ بكسر الهمزة والضمير للكفرة ، وإن كان عدم الشعور بما ذكر عاما لئلا يلزم التفكيك بينه وبين ما سيأتي من الضمائر الخاصة بهم قطعا . وقيل : الكل لمن ، وإسناد خواص الكفرة إلى الجميع من قبيل قولهم : بنو فلان فعلوا كذا ، والفاعل بعض منهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية