الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون

                                                                                                                                                                                                                                        (59) يقول تعالى - منكرا على المشركين، الذين ابتدعوا تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرمه -: قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق يعني أنواع الحيوانات المحللة، التي جعلها الله رزقا لهم ورحمة في حقهم. فجعلتم منه حراما وحلالا قل لهم - موبخا على هذا القول الفاسد-: آلله أذن لكم أم على الله تفترون ومن المعلوم أن الله لم يأذن لهم، فعلم أنهم مفترون.

                                                                                                                                                                                                                                        (60) وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة أن يفعل الله بهم من النكال، ويحل بهم من العقاب، قال تعالى: ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة .

                                                                                                                                                                                                                                        إن الله لذو فضل على الناس كثير، وذو إحسان جزيل، ولكن أكثر الناس لا يشكرون، إما أن لا يقوموا بشكرها، وإما أن يستعينوا بها على معاصيه، وإما أن يحرموا منها، ويردوا ما من الله به على عباده، وقليل منهم الشاكر الذي يعترف بالنعمة، ويثني بها على الله، ويستعين بها على طاعته.

                                                                                                                                                                                                                                        ويستدل بهذه الآية على أن الأصل في جميع الأطعمة الحل، إلا ما ورد الشرع [ ص: 719 ] بتحريمه، لأن الله أنكر على من حرم الرزق الذي أنزله لعباده.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية