الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون

                                                          وقد أنزل الله تعالى بهم ما طلب موسى وأخوه، والدعوة هنا الدعاء وتطلق على كل طلب، والاستقامة هي الإيمان بالحق والإخلاص في القول والعمل وصدق الاتجاه إلى الله تعالى، وأكد الله تعالى طلب الاستقامة بقوله: ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون فإن مسلكهم ليس فيه استقامة بل هو الاعوجاج والعدول عن الطريق المستقيم. ولقد قال تعالى في معنى الاستجابة لموسى: ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين

                                                          * * *

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية