الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا .

                                                          والأخوة التي تعقد بين المبذرين والشياطين تكون من وجوه:

                                                          الوجه الأول: أن الإسراف يضيع الحقوق، والشياطين يحرضون على ذلك ويرضونه، كما روي عن ابن عباس أنه قال: ما من مسرف إلا وراءه حق مضيع.

                                                          [ ص: 4368 ] الوجه الثاني: أن التبذير إضاعة رزق الله تعالى، في غير نفع، بل في ضرر مؤكد، وهذا يرضي الشيطان، ويقرب المبذر إليه.

                                                          الوجه الثالث: أن التبذير كفر للنعمة والشيطان يحث على المعاصي، والمعاصي كلها كفر للنعم، وختم الله سبحانه الآية بقوله: وكان الشيطان لربه كفورا أي أنه كافر بنعمة الله كفرا بلغ فيه أقصاه فلعنه الله.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية