الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فلذلك فادع واستقم كما أمرت [15]

                                                                                                                                                                                                                                        الفراء يذهب إلى أن معنى اللام معنى "إلى" وإلى أن معنى "ذلك" هذا أي فإلى هذا فادع أي إلى أن تقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه .

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : واللام بمعنى إلى مثل قوله جل وعز بأن ربك أوحى لها قال العجاج :

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 76 ]

                                                                                                                                                                                                                                        وحى لها القرار فاستقرت



                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : وهو مجاز ، وقد خولف الفراء فيه ، وقيل : اللام على بابها . والمعنى : للذي أوحى إليك من إقامة الدين وترك التفرق فيه من أجل ذلك فادع فأما أن يكون ذلك بمعنى هذا فلا يجوز عند النحويين الحذاق . قال محمد بن يزيد : هذا لمن كان بالحضرة وذلك لمن تراخى ففي دخول أحدهما على الآخر بطلان البيان وذلك على بابه أي فإلى ذلك الذي تقدم فادع ، ولا تتبع أهواءهم جمع هوى مبني على فعل إلا أنه اعتل؛ لأن الياء قلبت ألفا لتحركها وتحرك ما قبلها فجمع على أصله كما يقال : جمل وأجمال لا حجة بيننا وبينكم نصب على التبرئة وقد ذكرنا العلة فيه . وأجاز سيبويه الرفع فجعل "لا" بمعنى ليس . والمعنى أنه قد تبين الحق وأنتم معاندون وإنما تثبت الحجة على من لم يكن هكذا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية