الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ثم أنـزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا [ 154 ]

                                                                                                                                                                                                                                        " أمنة " منصوبة بأنزل ، ونعاس بدل منها ، ويجوز أن يكون " أمنة " مفعولا من أجله ، و نعاسا بأنزل يغشى للنعاس وتغشى للأمنة . وطائفة ابتداء ، والخبر قد أهمتهم أنفسهم ويجوز أن يكون الخبر يظنون بالله غير الحق والواو بمعنى " إذ " ، والجملة في موضع الحال ، ويجوز في العربية " وطائفة " بالنصب على إضمار أهمت . ظن الجاهلية مصدر ، أي يظنون ظنا مثل ظن الجاهلية ، وأقيم النعت مقام المنعوت والمضاف مقام المضاف إليه . يقولون هل لنا من الأمر من شيء " من " الأولى للتبعيض ، والثانية زائدة قل إن الأمر كله لله اسم إن ، و " كله " توكيد ، وقال الأخفش : بدل . وقرأ أبو عمرو ، وابن أبي ليلى ، وعيسى : ( قل إن الأمر كله لله ) رفع بالابتداء ، و " لله " الخبر ، والجملة خبر إن . قل لو كنتم في بيوتكم وقرأ الكوفيون : ( في بيوتكم ) بكسر الباء أبدل من الضمة كسرة لمجاورتها الياء . لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وقرأ أبو حيوة : ( لبرز ) ، والمعنى : لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم في اللوح المحفوظ القتل إلى مضاجعهم ، وقيل : كتب بمعنى فرض . وليبتلي الله ما في صدوركم وحذف الفعل الذي مع لام كي والمعنى : وليبتلي الله ما في صدوركم فرض عليكم القتال والحرب ، ولم ينصركم يوم أحد ليختبر صبركم وليمحص عنكم سيئاتكم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية