الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - بعقب الاستتار - : وكلوا واشربوا ؛ لأنهم ادعوا أن الله - جل ثناؤه - قد حرم عليهم شيئا مما في بطون الأنعام؛ وحرم عليهم البحيرة؛ والسائبة؛ وكانوا يزعمون فيما يأتون من الفحشاء؛ كالتعري وما أشبهه؛ أن الله - جل ثناؤه - أمرهم بذلك؛ فأمرهم الله بالاستتار؛ وأن يأكلوا ما زعموا أن الله - عز وجل - حرمه؛ مما لم يحرمه؛ وأن يشربوا مما [ ص: 333 ] زعموا أن الله - جل وعز - حرم عليهم شربه؛ لأن ألبان البحيرة والسائبة كانت عندهم حراما. وقوله : - جل وعز - : ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ؛ والإسراف أن يأكل ما لا يحل أكله؛ مما حرم الله (تعالى) أن يؤكل شيء منه؛ أو تأكل مما أحل لك فوق القصد؛ ومقدار الحاجة؛ فأعلم الله - عز وجل - أنه لا يحب من أسرف؛ ومن لم يحببه الله - عز وجل - فهو في النار؛

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية