الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ولو ) ( تقاذفا فليس تقاصا ) فلكل واحد حد على صاحبه ; إذ شرط التقاص اتحاد الجنس والصفة وهو متعذر هنا لاختلاف تأثير الحدين باختلاف البدنين غالبا ، نعم لمن سب سب سابه بقدر ما سبه مما لا كذب فيه ولا قذف كيا ظالم يا أحمق ، لخبر { زينب لما سبت عائشة رضي الله عنهما ، فقال لها صلى الله عليه وسلم سبيها } ، ولأن أحدا لا ينفك عن ذلك ويمتنع أن يتجاوز لنحو أبيه ، وبانتصاره يستوفى حقه ويبقى على الأول إثم الابتداء والإثم لحقه تعالى .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : مما لا كذب فيه ) قضيته أنه لو وصفه بنحو شرب خمر جوابا لسبه به لا يحرم إن كان صادقا فيه ، وقضية ( قوله ولأن أحدا لا ينفك ) إلخ خلافا لإشعاره بأنه إنما جاز ذلك للقطع بصدقه ، وهو يدل على أن المراد بقوله مما لا كذب فيه ما لا يتأتى فيه الكذب ، بخلاف ما يحتمل الصدق والكذب ، وإن كان مطابقا للواقع

                                                                                                                            ( قوله : فقال لها ) أي لعائشة

                                                                                                                            ( قوله : وبانتصاره ) أي لنفسه بسبه صاحبه ( قوله : ويبقى على الأول إثم الابتداء ) أي لما فيه من الإيذاء وإن كان حقا ( قوله لحقه تعالى ) أي والإثم المذكور لحقه تعالى .



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            ( قوله : إذ شرط التقاص ) أي حتى على الضعيف القائل به في غير النقود .




                                                                                                                            الخدمات العلمية