الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( وفرقعة الأصابع ) وتشبيكها ولو منتظرا الصلاة أو ماشيا إليها للنهي ولا يكره خارجها لحاجة .

التالي السابق


( قوله وفرقعة الأصابع ) هو غمزها أو مدها حتى تصوت وتشبيكها هو أن يدخل أصابع إحدى يديه بين أصابع الأخرى بحر ( قوله للنهي ) هو ما رواه ابن ماجه مرفوعا " { لا تفرقع أصابعك وأنت تصلي } " وروى في المجتبى حديثا " { أنه نهى أن يفرقع الرجل أصابعه وهو جالس في المسجد ينتظر الصلاة } " وفي رواية " { وهو يمشي إليها } " وروى أحمد وأبو داود وغيرهما مرفوعا " { إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبك بين يديه فإنه في صلاة } " ونقل في المعراج الإجماع على كراهة الفرقعة والتشبيك في الصلاة . وينبغي أن تكون تحريمية للنهي المذكور حلية وبحر ( قوله ولا يكره خارجها لحاجة ) المراد بخارجها ما ليس من توابعها لأن السعي إليها والجلوس في المسجد لأجلها في حكمها كما مر لحديث الصحيحين " { لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه } " وأراد بالحاجة نحو إراحة الأصابع ، فلو لدون حاجة بل على سبيل العبث كره تنزيها والكراهة في الفرقعة خارجها منصوص عليها ، وأما التشبيك فقال في الحلية : لم أقف لمشايخنا فيه على شيء والظاهر أنه لو لغير عبث بل لغرض صحيح ولو لإراحة الأصابع لا يكره ، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال { المؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك أصابعه } فإنه لإفادة تمثيل المعنى ، وهو التعاضد والتناصر بهذه الصورة الحسية




الخدمات العلمية