الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وإن قال : أجب خصمي [ ص: 350 ] عني ، احتمل كخصومة ، واحتمل بطلانها ( م 18 ) ولا يصح ممن علم ظلم موكله في الخصومة ، قاله في الفنون ، فظاهره : يصح إذا لم يعلم ، فلو ظن ظلمه جاز ، ويتوجه المنع ، ومع الشك يتوجه احتمالان ، ولعل الجواز أولى ، كالظن ، فإن الجواز فيه ظاهر وإن لم يجز الحكم مع الريبة في البينة .

                                                                                                          وقال القاضي في قوله تعالى { ولا تكن للخائنين خصيما } تدل على أنه لا يجوز لأحد أن يخاصم عن غيره في إثبات حق أو نفيه وهو غير عالم بحقيقة أمره ، وكذا في المغني في الصلح عن المنكر يشترط أن يعلم صدق المدعي ، فلا يحل دعوى ما لم يعلم ثبوته . وجزم ابن البنا في تعليقه أنه وكيل في القبض ، لأنه مأمور بقطع الخصومة ، ولا تنقطع إلا به .

                                                                                                          [ ص: 350 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 350 ] مسألة 18 ) [ قوله ] : وإن قال : أجب خصمي عني ، احتمل أنها كخصومة ، واحتمل بطلانها ، انتهى .

                                                                                                          ( قلت ) : الصواب في ذلك الرجوع إلى القرائن ، فإن دلت على شيء كان ، وإلا فهي إلى الخصومة أقرب .




                                                                                                          الخدمات العلمية