الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ومن القصاص في الكلمة ما روى أحمد : حدثنا أبو النضر حدثنا مبارك بن فضالة حدثنا أبو ربيعة بن كعب ، أن أبا بكر قال له كلمة كرهها ربيعة وندم [ فقال ] : رد علي مثلها حتى يكون قصاصا ، فأبى ذلك ، وأنهما أخبرا النبي صلى الله عليه وسلم فقال لربيعة { لا ترد عليه وقل غفر الله لك يا أبا بكر } فقال : في سماع أبي عمران من ربيعة نظر { وخرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه رضي الله عنهم في مرضه وقد عصب رأسه فقال من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه ، ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه ، ومن كنت أخذت له مالا فهذا مالي } وهو خبر طويل رواه الترمذي في الشمائل وابن جرير والعقيلي والطبراني والبيهقي وغيرهم من حديث الفضل بن عباس وفيه ضعف .

                                                                                                          وعن أبي هريرة : { أن رجلا شتم أبا بكر فلما أكثر رد عليه بعض [ ص: 118 ] الشيء فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقال كان ملك يكذبه فلما رددت عليه وقع الشيطان ولم أكن لأجلس في مجلس يقع فيه } إسناده جيد ، رواه أحمد ، وكذا أبو داود ، رواه أيضا عن ابن المسيب مرسلا ، وقد روى هو وغيره { أن زينب لما سبت عائشة قال لها النبي صلى الله عليه وسلم سبيها } كذا رأيت بعضهم ذكره ولم أجده وإنما لابن ماجه : { دونك فانتصري ، فأقبلت عليها حتى يبس ريقها في فيها ما ترد علي شيئا ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتهلل وجهه } ، وصدر ابن الجوزي هذا المعنى في قوله { وجزاء سيئة سيئة مثلها } عن مجاهد والسدي .

                                                                                                          وقاله ابن أبي نجيح والثوري ، وظاهر قول مقاتل وهشام بن حجر في الآية خلافه وهو ظاهر قول الحنفية ، لأنهم ذكروا : لو تشاتم اثنان عزرا ، وصرحت به المالكية قالوا : لأنه أذية وسب فلا يجوز .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية