الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          قال شيخنا : ومن دعي عليه ظلما له أن يدعو على ظالمه بمثل ما دعا به عليه ، نحو : أخزاك الله ، أو لعنك الله ، أو يشتمه بغير فرية ، نحو يا كلب يا خنزير ، فله أن يقول له مثل ذلك ، لقوله تعالى { ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل } فعلم أنه لا سبيل إلا على الظالم للناس الباغي ، وإذا كان له أن يستعين بالمخلوق من وكيل وولي أمر وغيرهما فاستعانته [ ص: 119 ] بخالقه أولى بالجواز ، قال الإمام أحمد : الدعاء قصاص ومن دعا على ظالمه فما صبر يريد بذلك أن الداعي منتصر ، والانتصار وإن كان جائزا لكن قال تعالى { ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور } { وقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة لما دعت على السارق لا تسبخي } أي لا تخففي عنه ، ثم ذكر قصة أبي بكر الأخيرة التي رواها أبو داود ، قال : وإذا دعا عليه بما آلمه بقدر ألم ظلمه فهذا عدل .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية