الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2871 235 - حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : حدثنا ابن إدريس ، عن إسماعيل ، عن قيس ، عن جرير رضي الله عنه قال : ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ، ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل ، فضرب بيده في صدري وقال : اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة : في قوله : ولا أثبت على الخيل ، وابن إدريس هو عبد الله بن إدريس بن يزيد مات سنة ثنتين وتسعين ومائة ، وإسماعيل هو ابن أبي خالد الأحمسي البجلي الكوفي ، وقيس بن أبي حازم .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري في الأدب أيضا عن محمد بن عبد الله بن نمير أيضا ، وفي فضل جرير عن إسحاق الواسطي ، وأخرجه مسلم في الفضائل ، عن عبد الحميد بن بيان ، ويحيى بن يحيى ، وعن أبي بكر بن أبي شيبة ، وعن ابن نمير ، وأخرجه الترمذي في المناقب ، عن أحمد بن منيع ، وأخرجه النسائي فيه عن قتيبة ، [ ص: 280 ] وأخرجه ابن ماجه في السنة ، عن ابن نمير به .

                                                                                                                                                                                  قوله " ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت " أي ما منعني مما التمست منه أو من دخول الدار ، ولا يلزم منه النظر إلى أمهات المؤمنين ، قوله : " في وجهي " هذا هكذا في رواية السرخسي والكشميهني ، وفي رواية غيرهما : في وجهه ، وفيه التفات من التكلم إلى الغيبة ، قوله : " ولقد شكوت " إلى آخره ، مضى في باب حرق الدور والنخيل عن قريب .

                                                                                                                                                                                  وفيه أن الرجل الوجيه في قومه له حرمة ومكانة على من هو دونه ; لأن جريرا كان سيد قومه ، وفيه أن لقاء الناس بالتبسم وطلاقة الوجه من أخلاق النبوة ، وهو مناف للتكبر وجالب للمودة ، وفيه فضل الفروسية وإحكام ركوب الخيل ، فإن ذلك مما ينبغي أن يتعلمه الرجل الشريف والرئيس ، وفيه أنه لا بأس للإمام أو للعالم إذا أشار إليه إنسان في مخاطبة أو غيرها أن يضع عليه يده ويضرب بعض جسده ، وذلك من التواضع واستمالة النفوس ، وفيه بركة دعوته صلى الله تعالى عليه وسلم ; لأنه جاء في الحديث أنه ما سقط بعد ذلك من الخيل .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية