الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3107 86 - حدثني محمود بن غيلان قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن صفية ابنة حيي ، قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معتكفا فأتيته أزوره ليلا ، فحدثته ، ثم قمت ، فانقلبت فقام معي ليقلبني ، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد ، فمر رجلان من الأنصار ، فلما رأيا النبي - صلى الله عليه وسلم - أسرعا ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : على رسلكما ، إنها صفية بنت حيي ، فقالا : سبحان الله يا رسول الله ، قال : إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا ، أو قال شيئا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " إن الشيطان " وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم ، والحديث مر في كتاب الاعتكاف في باب هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد ، فإنه أخرجه هناك عن أبي اليمان ، عن شعيب ، عن الزهري إلى آخره نحوه ، ومر الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فانقلبت من الانقلاب وهو الرجوع مطلقا ، والمعنى هنا [ ص: 175 ] فرجعت فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - معي ليقلبني ، أي لأرجع إلى بيتي ، فقام معي يصحبني . قوله : " على رسلكما " بكسر الراء ، أي على هيئتكما ، فما هنا شيء تكرهانه . قوله : " إن الشيطان يجري " قيل : هو على ظاهره أن الله جعل له قوة وقدرة على الجري في باطن الإنسان مجرى الدم ، وقيل : استعارة لكثرة وسوسته ، فكأنه لا يفارقه كما لا يفارق دمه ، وقيل : إنه يلقي وسوسته في مسام لطيفة من البدن بحيث يصل إلى القلب .

                                                                                                                                                                                  وفيه التحرز عن سوء الظن بالناس .

                                                                                                                                                                                  وفيه كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ; لأنه خاف أن يلقي الشيطان في قلبهما شيئا فيهلكان ، فإن ظن السوء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام كفر .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية