الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  314 25 - حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا سفيان ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة : أن فاطمة بنت أبي حبيش كانت تستحاض ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ذلك عرق ، وليست بالحيضة ، فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة ، وإذا أدبرت فاغتسلي وصلي .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة وهي في قوله : ( فإذا أقبلت ، وإذا أدبرت ) ، وقد مر الكلام فيه مستوفى في باب غسل الدم ، وفي باب الاستحاضة ، وسفيان في هذا الإسناد هو ابن عيينة ; لأن عبد الله بن محمد وهو المسندي لم يسمع من سفيان الثوري ، ولفظ الحديث في باب غسل الدم : ( فإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ، وصلي ) من غير إيجاب الغسل . وقال عروة : ثم توضئي لكل صلاة ، لإيجاب الوضوء وهنا قال : فاغتسلي وصلي ، لإيجاب الغسل ; لأن أحوال المستحاضات مختلفة ، فيوزع عليها ، أو نقول : إيجاب الغسل والتوضؤ لا ينافي عدم التعرض لهما ، وإنما ينافي التعرض لعدمهما وقوله : ( فاغتسلي وصلي ) ، لا يقتضي تكرار الاغتسال لكل صلاة ، بل يكفي غسل واحد ، ولا يرد عليه حديث أم حبيبة : كانت تغتسل لكل صلاة على ما يأتي في باب عرق الاستحاضة ; لأنها لعلها كانت من المستحاضات التي يجب عليها الغسل لكل صلاة . وقال الشافعي رحمه الله تعالى : إنما أمرها أن تغتسل وتصلي ، وليس في أنه أمرها أن تغتسل لكل صلاة ، قال : ولا أشك إن شاء الله تعالى أن غسلها كان تطوعا ، غير ما أمرت به ، وذلك واسع .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية