الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3363 63 - حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، أن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن تبوك، قال: فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: استنار وجهه، إلى آخره. وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي المديني يكنى أبا الخطاب عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، روى عن أبيه كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة السلمي الخزرجي الأنصاري المدني.

                                                                                                                                                                                  ((ذكر لطائف إسناده)): فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين، وبصيغة الإفراد في موضع، وفيه العنعنة في ثلاثة مواضع، وفيه القول في موضعين، وفيه السماع في موضع واحد، وفيه أن شيخه وشيخ شيخه مصريان، وعقيلا أيلي، والبقية مدنيون، وفيه ثلاثة من التابعين على نسق واحد، وهم محمد بن مسلم بن شهاب، وعبد الرحمن بن عبد الله، وعبد الله بن كعب، وفيه رواية الابن عن الأب عن الجد.

                                                                                                                                                                                  وحديث كعب هذا قطعة من توبته، وسيأتي بطوله في المغازي، وأخرجه في مواضع مختصرا ومطولا، ففي الماضي أخرج في الوصايا قطعة، وفي الجهاد قطعة، وفي الذي يأتي في وفود الأنصار، وفي موضعين من المغازي، وفي أربعة مواضع من التفسير، وفي الأحكام مطولا ومختصرا. وأخرجه مسلم في التوبة، عن أبي الطاهر، وعن محمد بن رافع. وأخرجه أبو داود في الطلاق عن أبي الطاهر. وأخرجه النسائي فيه عن سليمان، وعن محمد بن جبلة، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن معدان.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فلما سلمت "، وجوابه محذوف تقديره: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذا وكذا. وقوله: " وهو يبرق وجهه "، جملة حالية، ومعنى يبرق يلمع. قوله: " إذا سر "، على صيغة المجهول من السرور. قوله: " استنار "، أي: أضاء، وتنور. قوله: " كأنه قطعة قمر "، أي: كأن الموضع الذي تبين فيه السرور، وهو جبينه قطعة قمر.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية